للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل والشابات، وَكم وَكم قد خربَتْ من بيوتات كَانَت عامرات، فَهِيَ الَّتِي فتكت بِكَثِير من العائلات.

وَإنَّهُ لَا سَبِيل إِلَى الْخَلَاص من هَذِه الدَّوَاهِي كلهَا والطوام، والرزايا الْعِظَام إِلَّا إتفاق الْعلمَاء جَمِيعًا على الدعْوَة إِلَى الله وَإِلَى الْكتاب الْعَزِيز وَالسّنة المطهرة، بِالِاجْتِهَادِ والمثابرة وَالصَّبْر على الدعاية إِلَى الله بالحكمة وَالْمَوْعِظَة الْحَسَنَة، والجدال بِالَّتِي هِيَ أحسن مَعَ أهل الزيغ والضلال، والمبتدعة الْجُهَّال، لَكِن لَا يتم هَذَا الْعَمَل إِلَّا بمساعدة الْحُكُومَة لَهُم؛ وَلنْ تساعدهم الْحُكُومَة أبدا إِلَّا بعد اتِّفَاقهم التَّام مَعَ رؤسائها، وَلنْ يتَّفق مَعَهم رؤساؤها إِلَّا بعد تباينهم لَهُم حقائق الدّين ومحاسنه الْعَالِيَة الغالية، وعظمته وأبهته وجماله وجلاله، وكماله، وَرَحمته وعدله وإحسانه، وفضله، وَبعد أَن يدخلُوا نور الْقُرْآن وَالْإِيمَان وَالْعلم الصَّحِيح فِي قُلُوبهم! فَبِهَذَا يتم الْعَمَل، وينشر الدّين، ويتحد الْمُسلمُونَ وينتصرون على عدوهم، وتكونون أَنْتُم عُلَمَاء عاملين مجاهدين فِي سَبِيل الله، هَذَا وَإِلَّا فَمن قومكم من اسْتحبَّ الْكفْر على الْإِيمَان، وَمِنْهُم أُلُوف يسبون الدّين بِغَيْر مبالاة، بل وَمِنْهُم من يسبون الله ويسبون رَسُول الله، ورأينا مِنْهُم من يرى أَن الْعَار الْكَبِير فِي الْأَذَان وَالصَّلَاة وَيقف على بَاب بَيته حَيْثُ يمْنَع ابْنه من الْخُرُوج لأَدَاء الصَّلَاة، فَلهُ الزِّنَا والربا وَالْقَتْل وَالْقَذْف وَالسَّرِقَة وو ووقد سمعناهم جهاراً يَقُولُونَ ليتنا خلقنَا إنكليزاً أَو يهوداً أَو نَصَارَى حَيْثُ إِن الْمُسلمين اجْتمع عَلَيْهِم أَشْقَى الشَّقَاء. فقر الدُّنْيَا وَعَذَاب الْآخِرَة فَإنَّا لله.

الْبَاب الرَّابِع وَالْعشْرُونَ فِي وجوب الصَّلَاة على النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وفضلها وصفتها وحسرة وبخل تاركها

قَالَ تَعَالَى: (إِن الله وَمَلَائِكَته يصلونَ على النَّبِي، يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا

<<  <   >  >>