للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجل على نَفسه فَلَمَّا حَضَره الْمَوْت أوصى بنيه فَقَالَ: إِذا أَنا مت فاحرقوني ثمَّ اسحقوني ثمَّ ذروني فِي الرّيح فِي الْبَحْر، فوَاللَّه لَئِن قدر عَليّ رَبِّي ليعذبني عذَابا مَا عذبه أحد، قَالَ: فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِك فَقَالَ للْأَرْض: (أد مَا أخذت) فَإِذا هُوَ قَائِم فَقَالَ: (مَا حملك على مَا صنعت؟) قَالَ: خشيتك أَو مخافتك يَا رب فغفر لَهُ لذَلِك؟

فصل فِي صفة الاسْتِغْفَار

فِي صَحِيح مُسلم رَحمَه الله عَن الْوَلِيد قَالَ: قلت للأوزاعي: كَيفَ الاسْتِغْفَار قَالَ تَقول: أسْتَغْفر الله، اسْتغْفر الله، وروى الْحَاكِم وَقَالَ رُوَاته مدنيون لَا يعرف وَاحِد مِنْهُم بِجرح أَن رجلا جَاءَ إِلَى رَسُول الله ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فَقَالَ: واذنوباه واذنوباه مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) : " قل اللَّهُمَّ مغفرتك أوسع من ذُنُوبِي، ورحمتك أَرْجَى من عَمَلي، فَقَالَهَا ثمَّ قَالَ: عد فَعَاد، ثمَّ قَالَ: عد فَعَاد، ثمَّ قَالَ قُم فقد غفر الله لَك " وَذكره فِي التَّرْغِيب أَيْضا.

وَفِي مُسلم أَنه ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) كَانَ إِذا كبر فِي الصَّلَاة قَالَ: " اللَّهُمَّ باعد بيني وَبَين خطاياي كَمَا باعدت بَين الْمشرق وَالْمغْرب، اللَّهُمَّ نقني من خطاياي كَمَا ينقى الثَّوْب الْأَبْيَض من الدنس، اللَّهُمَّ اغسلني من خَطَايَا بالثلج وَالْمَاء الْبَارِد " وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنه ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) علم الصّديق أَن يَقُول فِي صلَاته " اللَّهُمَّ إِنِّي ظلمت نَفسِي ظلما كثيرا وَلَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت فَاغْفِر لي مغْفرَة من عنْدك، وارحمني إِنَّك أَنْت الغفور الرَّحِيم، وَتقدم فِي (ص ٢٥٢) " سيد الاسْتِغْفَار اللَّهُمَّ أَنْت رَبِّي " الحَدِيث.

<<  <   >  >>