امْرَأَة وَبَين يَديهَا نوى أَو حَصى تسبح بِهِ فَقَالَ:" أخْبرك بِمَا هُوَ أيسر عَلَيْك من هَذَا أَو أفضل؟ سُبْحَانَ الله عدد مَا خلق فِي السَّمَاء " إِلَخ الحَدِيث وَقد تقدم قَرِيبا، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ. وَعَن صَفِيَّة قَالَت:" دخل رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَبَين يَدي أَرْبَعَة آلَاف نواة أسبح بهَا فَقَالَ: لقد سبحت بِهَذَا؟ أَلا أعلمك بِأَكْثَرَ مِمَّا سبحت بِهِ؟ فَقلت: عَلمنِي، فَقَالَ: قولي سُبْحَانَ الله عدد خلقه " رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ السُّيُوطِيّ. وَعَن أبي صَفِيَّة مولى النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] أَنه كَانَ يوضع لَهُ نطع ويجاء بزنبيل فِيهِ حَصى فيسبح بِهِ إِلَى نصف النَّهَار ثمَّ يرفع فَإِذا صلى أَتَى بِهِ فيسبح حَتَّى يُمْسِي " وَأخرجه الإِمَام أَحْمد أَيْضا، وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات: أخبرنَا عبد الله بن مُوسَى أخبرنَا إِسْرَائِيل عَن جَابر عَن امْرَأَة خدمته عَن فَاطِمَة بنت الْحُسَيْن بن عَليّ ابْن أبي طَالب أَنَّهَا كَانَت تسبح بخيط مَعْقُود فِيهَا.
وَأخرج عبد الله بن الإِمَام أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد عَن أبي هُرَيْرَة أَنه كَانَ لَهُ خيط فِيهِ ألفا عقدَة فَلَا ينَام حَتَّى يسبح. وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن قَالَ: كَانَ لأبي الدَّرْدَاء نوى من الْعَجْوَة فِي كيس، فَكَانَ إِذا صلى الْغَدَاة أخرجهَا وَاحِدَة وَاحِدَة يسبح بِهن حَتَّى ينفدن. وَأخرج الديلمي عَن عَليّ مَرْفُوعا " نعم الْمُذكر السبحة " أهـ بِاخْتِصَار من نيل الأوطار.
فصل فِي الرِّيَاء والطقطقة بالسبحة
أما تَعْلِيق السبحة الطَّوِيلَة الغليظة فِي الْعُنُق والطقطقة عَلَيْهَا بِلَا ذكر فَهُوَ الشّرك الْأَصْغَر لِأَنَّهُ رِيَاء وَسُمْعَة. وَقد روى البُخَارِيّ وَمُسلم أَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " من سمع سمع الله بِهِ، وَمن يراء يراء الله بِهِ، أَي من أظهر عمله للنَّاس رِيَاء أظهر الله نِيَّته الْفَاسِدَة فِي عمله يَوْم الْقِيَامَة وفضحه على رُؤُوس الأشهاد