للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأرامل وَالْمَسَاكِين أَحَق بِثمنِهَا وَلَكِن الْمَشْرُوع مر على النُّفُوس بِخِلَاف مَا تهوي الْأَنْفس فَإِنَّهُ لذيذ وَلَكِن عاقبته أَمر من الصَّبْر وأحر من الْجَمْر. والتمسح بالخطيب إِذا نزل من على الْمِنْبَر بِدعَة يجب عَلَيْهِ هُوَ أَن يزجرهم وينهاهم عَنْهَا. والشحاذة فِي الْمَسْجِد يَوْم الْجُمُعَة وَغَيره مذمومة، والتشويش، وَكَذَا بيع المَاء والحلوى والروائح، وَقَوْلهمْ بعد الْجُمُعَة: يتَقَبَّل الله منا ومنكم، وَارِد إِلَّا أَن فِيهِ نَهْشَلَا الْكذَّاب.

[فصل]

وَحَدِيث " الْجُمُعَة حج الْمَسَاكِين " ذكره فِي الْجَامِع وَضَعفه هُوَ وشارحه وَفِي التَّمْيِيز وأسنى المطالب حَدِيث " الْجُمُعَة على الْخمسين رجلا وَلَيْسَ على مَا دون الْخمسين جُمُعَة " ذكره فِي الْجَامِع وَضَعفه، وَقَالَ شَارِحه: إِسْنَاده واه وَقَالَ محشية: ضَعِيف، بل قيل: مُنكر، وَخبر الْجُمُعَة لمن سبق - لَيْسَ من كَلَام النُّبُوَّة قطعا. وَحَدِيث " الْجُمُعَة وَاجِبَة على كل قَرْيَة وَإِن لم يكن فِيهَا إِلَّا أَرْبَعَة " ذكره فِي الْجَامِع أَيْضا وَضَعفه وَقَالَ شَارِحه: إِسْنَاده ضَعِيف ومنقطع، وَالْجُمُعَة كَسَائِر الصَّلَوَات لَا تخالفها إِلَّا فِي لُزُوم الْجَمَاعَة والخطبتين قبلهَا، وَلم يَأْتِ دَلِيل على أَنَّهَا تخالفها فِي غير ذَلِك، وكل مَا قيل من أَنه يشْتَرط الإِمَام الْأَعْظَم والمصر الْجَامِع، وَالْمَسْجِد الْعَتِيق، وَالْحَاكِم الشَّرْعِيّ، والسياسي والسوق، وَأَنَّهَا لَا تصلح إِلَّا بأَرْبعَة لَيْسَ مِنْهُم أَو مِنْهُم الإِمَام أَو بِاثْنَيْ عشر، أَو عشْرين أَو أَرْبَعِينَ لَيْسَ فيهم ماسح على الْعِصَابَة. فَإِن سَقَطت عصابته بطلت صَلَاة الْجَمِيع. فَكل هَذَا سبهلل من القَوْل، وبدع فِي الدّين بل زور وغرور إِذْ لَيْسَ عَلَيْهِ أثارة من علم وَلَا يُوجد فِي كتاب الله وَلَا فِي سنة رَسُوله ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) حرف وَاحِد يدل على اسْتِحْبَابه فضلا عَن وُجُوبه، فضلا عَن اشْتِرَاطه وَإِن تعجب فَعجب وُقُوع مثل هَذَا فِي التصانيف الَّتِي تقْرَأ على طلاب الْعلم والعوام، وَحَملهمْ على اعْتِقَاده وَالْعَمَل بِهِ وتلقينه للنَّاس كَأَنَّهُ كتاب الله

<<  <   >  >>