والقيء، وَمِنْهُم من لَا يتَوَضَّأ من ذَلِك، وَمِنْهُم من يتَوَضَّأ من مس الذّكر وَمَسّ النِّسَاء بِشَهْوَة وَمِنْهُم من لَا يتَوَضَّأ من ذَلِك، وَمِنْهُم من يتَوَضَّأ من القهقهة فِي صلَاته وَمِنْهُم من لَا يتَوَضَّأ من ذَلِك، وَمِنْهُم من يتَوَضَّأ من أكل لحم الْإِبِل وَمِنْهُم من لَا يتَوَضَّأ من ذَلِك، وَمَعَ هَذَا فَكَانَ بَعضهم يُصَلِّي خلف بعض مثل مَا كَانَ أَبُو حنيفَة وَأَصْحَابه وَالشَّافِعِيّ وَغَيرهم يصلونَ خلف أَئِمَّة أهل الْمَدِينَة من الْمَالِكِيَّة؛ وَإِن كَانُوا لَا يقرءُون الْبَسْمَلَة لَا سرا وَلَا جَهرا، وَصلى أَبُو يُوسُف خلف الرشيد وَقد احْتجم، وَأَفْتَاهُ مَالك بِأَن يتَوَضَّأ فصلى خَلفه أَبُو يُوسُف وَلم يعد، وَكَانَ أَحْمد بن حَنْبَل يرى الْوضُوء من الْحجامَة والرعاف. فَقيل: لَهُ فَإِن كَانَ الإِمَام قد خرج مِنْهُ الدَّم وَلم يتَوَضَّأ تصلي خَلفه؟ فَقَالَ كَيفَ لَا أُصَلِّي خلف سعيد بن الْمسيب وَمَالك أه من فَتَاوَى شيخ الْإِسْلَام.
فصل فِي بَيَان فضل قيام اللَّيْل وَصفته وَمَا ابتدع فِيهِ
روى الْجَمَاعَة إِلَّا البُخَارِيّ " أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] سُئِلَ أَي الصَّلَاة أفضل بعد الْمَكْتُوبَة؟ قَالَ الصَّلَاة فِي جَوف اللَّيْل، قَالَ: فَأَي الصّيام أفضل بعد رَمَضَان؟ قَالَ: شهر الله الْحَرَام " وروى التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالْحَاكِم أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " أقرب مَا يكون الرب من العَبْد فِي جَوف اللَّيْل الآخر، فَإِن اسْتَطَعْت أَن تكون مِمَّن يذكر فِي تِلْكَ السَّاعَة فَكُن " وَصَححهُ التِّرْمِذِيّ. وَفِي الْجَامِع برمز أَحْمد وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم وَأبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " أحب الصّيام إِلَى الله صِيَام دَاوُد كَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا، وَأحب الصَّلَاة إِلَى الله صَلَاة دَاوُد، كَانَ ينَام نصف اللَّيْل وَيقوم ثلثه وينام سدسه " وروى الْجَمَاعَة كلهم أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " ينزل الله إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا كل لَيْلَة حِين يمْضِي ثلث اللَّيْل الأول، فَيَقُول: أَنا الْملك من ذَا الَّذِي دَعونِي فأستجيب لَهُ؟ من