للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اضْطِرَاب جفن الْعين

وَمن المثالب أَن الْعين إِذا اضْطَرَبَتْ يتشاءمون لَهَا ويضعون عَلَيْهَا قشرة بوصة لتسكن، وَالْخَيْر وَالشَّر بيد الله وَحده، وَهَذَا هوس فِي الْعُقُول.

الِامْتِنَاع عَن السّفر تشاؤما

وَمن هَذِه المهازل أَن كثيرا من النَّاس يمتنعون عَن السّفر متشائمين من السّفر فِي بعض الْأَيَّام، وَسبب هَذَا أَن كثيرا من ذَوي العمائم ينشرون على الْعَوام والجهلة هَذَا الحَدِيث الْبَاطِل الْمَوْضُوع وَفِي رجال سَنَده السَّمرقَنْدِي وَيحيى وَغَيرهمَا عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا: " يَوْم السبت يَوْم مكر ومكيدة. وَيَوْم الْأَحَد يَوْم بِنَاء وغرس. وَيَوْم الْإِثْنَيْنِ يَوْم سفر وتجارة، وَيَوْم الثُّلَاثَاء يَوْم دم، وَيَوْم الْأَرْبَعَاء يَوْم نحس، وَيَوْم الْخَمِيس يَوْم دُخُول على السُّلْطَان وَقَضَاء الْحَوَائِج. وَيَوْم الْجُمُعَة يَوْم خطْبَة وَنِكَاح " قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع فِيهِ ضعفاء وَمَجْهُولُونَ. وَيحيى لَيْسَ بِشَيْء وَكَذَا السَّمرقَنْدِي، ونسبوا إِلَى الإِمَام عَليّ رَضِي الله عَنهُ زوراً وبهتانا.

(فَنعم الْيَوْم يَوْم السبت حَقًا ... لصيد إِن أردْت بِلَا امتراء)

(وَفِي الْأَحَد الْبناء لِأَن فِيهِ ... تبدى الله فِي خلق السَّمَاء)

(وَفِي الِاثْنَيْنِ إِن سَافَرت فِيهِ ... سترجع بالنجاح وبالثراء)

(وَإِن ترد الْحجامَة فالثلاثاء ... فَفِي ساعاته هرق الدِّمَاء)

(وَإِن شرب امْرُؤ يَوْمًا دَوَاء ... فَنعم الْيَوْم يَوْم الْأَرْبَعَاء)

(وَفِي يَوْم الْخَمِيس قَضَاء حَاج ... فَإِن الله يَأْذَن فِي الْقَضَاء)

(وَفِي الْجُمُعَات تَزْوِيج وعرس ... ولذات الرِّجَال مَعَ النِّسَاء)

(وَهَذَا الْعلم لَا يدريه إِلَّا ... نَبِي أَو وَصِيّ الْأَنْبِيَاء)

بَاطِل ونسبته إِلَى الإِمَام عَليّ بَاطِلَة، وَكَذَلِكَ.

<<  <   >  >>