للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحلقتين حَتَّى نزعهما فَكسرت فِي ذَلِك ثنيتاه، فصلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم وَرَضي الله عَن أَصْحَابه سادة أهل الأَرْض أَجْمَعِينَ، وَأعرف النَّاس بِرَبّ الْعَالمين، وأحبهم إِلَى رَسُوله الْأمين، وأرحمهم بِالْمُؤْمِنِينَ، وأغلظهم وأشدهم على الْكَافرين، كَمَا وَصفهم الله بذلك فِي كِتَابه الْمفصل الْعَرَبِيّ الْمُبين وَفِي كتب أنبيائه السَّابِقين، فَقَالَ وَهُوَ أصدق الْقَائِلين {مُحَمَّد رَسُول الله وَالَّذين مَعَه أشداء على الْكفَّار رحماء بَينهم تراهم ركعا سجدا يَبْتَغُونَ فضلا من الله ورضوانا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم من أثر السُّجُود ذَلِك مثلهم فِي التَّوْرَاة وَمثلهمْ فِي الْإِنْجِيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فَاسْتَوَى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الْكفَّار وعد الله الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات مِنْهُم مغْفرَة وَأَجرا عَظِيما} .

رَضِي الله عَنْهُم، عبدُوا الله حق عِبَادَته، وَجَاهدُوا فِي الله حق جهاده، وأوذوا فِي الله أَذَى لَا يُطَاق فصبروا فاجتباهم الله واختارهم لنصرة دينه ومؤازرة نبيه، فعزروه ووقروه ونصروه {فَأنْزل السكينَة عَلَيْهِم وأثابهم فتحا قَرِيبا ومغانم كَثِيرَة يأخذونها وَكَانَ الله عَزِيزًا حكيما} .

[فصل]

وَلَقَد شَاهد الصّديق رَضِي الله عَنهُ مَعَ الرَّسُول الْأَعْظَم [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فِي سَبِيل الدعْوَة إِلَى الله من الْأَهْوَال والبلايا وأنواع الْأَذَى صنوفا وضروبا،

<<  <   >  >>