الْحَادِي وَالْعِشْرين: الصَّلَاة عَلَيْهِ عِنْد الْوضُوء لحَدِيث سهل بن سعد أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " لَا وضوء لمن لم يصل على النَّبِي " رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَضَعفه فِي الْجَامِع، قَالَ ابْن الْقيم وَعبد الْمُهَيْمِن يَعْنِي رِوَايَة لَا يحْتَج بِهِ، وَقَالَ مرّة مُتَّفق على تَركه.
فَهَذَا وَاحِد وَعِشْرُونَ موطناً لَا يصلى فِيهَا بِمَا صَحَّ أَو حسن سَنَده على النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ويواظب عَلَيْهَا المحبون لَهُ السَّابِقُونَ إِلَى الْخيرَات المسارعون. فَهَل لكم أَيهَا المدعون لمحبة الرَّسُول [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] أَن تَكُونُوا بِهَذِهِ النُّصُوص عاملين؟ إِذْ فِيهَا الْأجر الْعَظِيم من رب الْعَالمين كلا بل تتركون هَذَا الْوَارِد كُله طول حَيَاتكُم، وَبعد التأذين فَقَط تَكُونُونَ بهَا صارخين؟ وَإِن هَذَا قطعا لَيْسَ من عَلامَة المحبين لسَيِّد الْمُرْسلين، وَإِن أحدكُم لَا يُؤمن حَتَّى يكون هَوَاهُ تبعا لما جَاءَ بِهِ هَذَا الْمَعْصُوم الْأمين. لَيْسَ ابتداع المبتدعين واختراع المخترعين.
وَقد روى أَحْمد والشيخان وَالنَّسَائِيّ رَحمَه الله عَن أنس قَالَ:[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]" لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى أكون أحب إِلَيْهِ من وَلَده ووالده وَالنَّاس أَجْمَعِينَ " وَثَبت عَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: يَا رَسُول الله لأَنْت أحب إِلَيّ من كل شَيْء إِلَّا من نَفسِي قَالَ: " لَا يَا عمر حَتَّى أكون أحب إِلَيْك من نَفسك؟ قَالَ: فوَاللَّه لأَنْت الْآن أحب إِلَيّ من نَفسِي، قَالَ الْآن يَا عمر " فعلامة محبتكم لرَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] كَثْرَة صَلَاتكُمْ عَلَيْهِ بالمأثور الْمَشْرُوع، لَا الْمُحدث المبتدع المخترع الْمَمْنُوع.
فصل فِي قبح ترك الصَّلَاة على النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]
قد عدهَا الْحَافِظ ابْن حجر فِي كِتَابه الزواجر من الْكَبَائِر فَقَالَ: الْكَبِيرَة