صَائِم، واعف عَن أَخِيك إِن هُوَ أَسَاءَ إِلَيْك، بل وَأحسن إِلَيْهِ عساك تدخل فِي عداد من مدحهم الله بقوله:{والكاظمين الغيظ وَالْعَافِينَ عَن النَّاس وَالله يحب الْمُحْسِنِينَ} إِن سَمِعت وأطعت يكن لَك نصيب مَعَ من قَالَ الله فيهم: {أُولَئِكَ جزاؤهم مغْفرَة من رَبهم وجنات تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار خَالِدين فِيهَا وَنعم أجر العاملين} . وَقد روى ابْن مَاجَه بِإِسْنَاد جيد كَمَا قَالَه الْعِرَاقِيّ أَنه ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) قَالَ: " مَا من جرعة أعظم عِنْد الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابْتِغَاء وَجه الله ".
فصل فِي طلب مدارسة الْقُرْآن فِي رَمَضَان، وبدع الْقُرَّاء فِيهِ
فِي الصَّحِيحَيْنِ " أَن جِبْرِيل كَانَ يلقى النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) كل لَيْلَة من رَمَضَان فيدارسه الْقُرْآن " وَخرج الإِمَام أَحْمد " أَنه ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) كَانَ يُطِيل الْقِرَاءَة فِي قيام رَمَضَان بِاللَّيْلِ أَكثر من غَيره، وَقد صلى مَعَه حُذَيْفَة لَيْلَة فِي رَمَضَان قَالَ: فَقَرَأَ بالبقرة ثمَّ النِّسَاء ثمَّ آل عمرَان لَا يمر بِآيَة تخويف إِلَّا وقف وَسَأَلَ، فَمَا صلى الرَّكْعَتَيْنِ حَتَّى جَاءَهُ بِلَال فآذنه بِالصَّلَاةِ، أما اسْتِئْجَار الْقُرَّاء للْقِرَاءَة فِي ليَالِي رَمَضَان بِالْأُجْرَةِ، فبدعة مذمومة، وَكَذَا تسهيرهم فِي ليَالِي الْعِيدَيْنِ، وذهابهم إِلَى الْمَقَابِر فِي يومي الْعِيدَيْنِ وَرَجَب وَشَعْبَان ورمضان بِدعَة ضَلَالَة وَقد قَالَ ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) : " اقْرَءُوا الْقُرْآن وَاعْمَلُوا بِهِ وَلَا تجفوا عَنهُ وَلَا تغلوا فِيهِ وَلَا تَأْكُلُوا بِهِ وَلَا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ " ذكره فِي الْجَامِع برمز أَحْمد وَأبي يعلى فِي الْمسند وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ. قَالَ شَارِحه: رِجَاله ثِقَات. وَقَالَ ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) : " من قَرَأَ الْقُرْآن فليسأل الله بِهِ " فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ أَقوام يقرأون الْقُرْآن يسْأَلُون بِهِ النَّاس " ورمز فِي الْجَامِع لِلتِّرْمِذِي وَحسنه. وَقَالَ ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] )