بِعَمَلِهِ: الراجل الصَّالح السالك المربي، اللي يبات اللَّيْل يقْرَأ الْورْد ويعيده وَفِي آخر اللَّيَالِي يسلم على النَّبِي بإيده، ثمَّ ينَام قبل الْفجْر بِنصْف سَاعَة حَتَّى يُضحي النَّهَار فَيصَلي الصُّبْح وَالضُّحَى مَعًا، ثمَّ يلبس دلقه المرقع، وَيخرج يبْحَث عَن الفطور عِنْد مُغفل مثله، ثمَّ على حَضْرَة أَو ختمة ليتعشى فِيهَا، وَهَكَذَا يصنعون، وَمَا خَفِي عَنَّا من ترهاتهم وجهالاتهم أَكثر مِمَّا نَحن بِهِ عالمون، وَهَذِه الشرذمة إِن لم تقم الْعلمَاء فِي وُجُوههم وأعناقهم بسيوف الْكتاب وَالسّنة فَلَا شكّ أَنهم سيضلون أهل الأَرْض جَمِيعًا. وَقد فَعَلُوهَا.
فصل وَهَذَا كتاب إِلَى مَشَايِخ السجاجيد كَافَّة
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد الله وَكفى وَسَلام على عباده الَّذين اصْطفى وَبعد فَإِن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَالَ: {إِن الَّذين يكتمون مَا أنزلنَا من الْبَينَات وَالْهدى من بعد مَا بَيناهُ للنَّاس فِي الْكتاب أُولَئِكَ يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إِلَّا الَّذين تَابُوا وَأَصْلحُوا وبينوا فَأُولَئِك أَتُوب عَلَيْهِم وَأَنا التواب الرَّحِيم} لهَذَا الْوَعيد الشَّديد، كتبت هَذَا الْكتاب شاكيا جَمِيع الْفُقَرَاء المتصوفة على اخْتِلَاف طرقهم إِلَى رُؤَسَائِهِمْ الْكِبَار مَشَايِخ السجاجيد مُبينًا لكم أَيهَا الشُّيُوخ بعض مَا هم عَلَيْهِ من الْبدع والخرافات والأضاليل والترهات، والجهالات والخزعبلات، ذَلِك لِأَن الدّين الإسلامي الطَّاهِر النقي من شوائب المحدثات وبدع أهل الْجَاهِلِيَّة الأولى شوهوه وقلبوا حقائقه، ومسخوا شرائعه، وهجروا تعاليمه، بل ضربوا بجلالته وأبهته وعظمته وكبريائه ومميزاته عَن سَائِر الْأَدْيَان - عرض الْحَائِط، فَأصْبح فِي نظر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute