الْمُسلمين وَلَا تستوي الْحَسَنَة وَلَا السَّيئَة ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحسن، فَإِذا الَّذِي بَيْنك وَبَينه عَدَاوَة كَأَنَّهُ ولي حميم، وَمَا يلقاها إِلَّا الَّذين صَبَرُوا وَمَا يلقاها إِلَّا ذُو حَظّ عَظِيم} قَالَ الإِمَام ابْن كثير فِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة {وَالَّذين جاهدوا} قَالَ: الَّذِي يعْملُونَ بِمَا يعلمُونَ، يهْدِيهم الله لما يعلمُونَ، قَالَ أَحْمد ابْن الْحوَاري: فَحدثت بِهِ أَبَا سُلَيْمَان الدَّارَانِي فأعجبه وَقَالَ: لَيْسَ يَنْبَغِي لمن ألهم شَيْئا من الْخَيْر أَن يعْمل بِهِ حَتَّى يسمعهُ فِي الْأَثر، فَإِذا سَمعه من الْأَثر عمل بِهِ وَحمد الله حَيْثُ وَافق مَا فِي قلبه أه. وَقَالَ الإِمَام الْبَغَوِيّ: وَالَّذين جاهدوا فِي طلب الْعلم لنهدينهم سبل الْعَمَل بِهِ، وَقَالَ سهل بن عبد الله: وَالَّذين جاهدوا فِي إِقَامَة السّنة، لنهدينهم سبل الْجنَّة أه.
[فصل]
وَقَالَ تَعَالَى: {ولينصرن الله من ينصره، إِن الله لقوي عَزِيز، الَّذين إِن مكناهم فِي الأَرْض أَقَامُوا الصَّلَاة وَآتوا الزَّكَاة وَأمرُوا بِالْمَعْرُوفِ ونهوا عَن الْمُنكر وَللَّه عَاقِبَة الْأُمُور} أَقُول: أقسم رَبنَا جلّ ذكره أَنه ينصر أولياءه وأحبابه أنصار دينه وَأَتْبَاع رَسُوله، الْمُجَاهدين فِي نصر وَنشر الْعُلُوم والمعارف الربانية النَّبَوِيَّة، ثمَّ بَين تَعَالَى أَنه على ذَلِك قدير وَقَوي عَزِيز، وَهَؤُلَاء هم خلفاء الله فِي الأَرْض وورثة أنبيائه الَّذين قَالَ الله فِي إخْوَانهمْ: {وعد الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَعمِلُوا الصَّالِحَات ليَستَخْلِفنهم فِي الأَرْض كَمَا اسْتخْلف الَّذين من قبلهم وليمكنن لَهُم دينهم الَّذِي ارتضى لَهُم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا} فَهَؤُلَاءِ صفوة الله فِي أرضه بِأَنَّهُم يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتونَ الزَّكَاة ويأمرون بِالْمَعْرُوفِ وَينْهَوْنَ عَن الْمُنكر " وَيدعونَ النَّاس إِلَى دَار السَّلَام وَإِلَى مرضاة الله، فمصير هَؤُلَاءِ وعاقبة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute