مَا أَخذ الله على أهل الْجَهْل أَن يتعلموا حَتَّى أَخذ على أهل الْعلم أَن يعلمُوا، قَالَ: فَحَدثني أَرْبَعِينَ حَدِيثا أهـ وَقَالَ الإِمَام الشَّوْكَانِيّ فِي تَفْسِيره: وَالظَّاهِر أَن المُرَاد بِأَهْل الْكتاب كل من آتَاهُ الله علم شَيْء من الْكتاب أَي كتاب كَانَ، كَمَا يفِيدهُ التَّعْرِيف الجنسي فِي الْكتاب، قَالَ الْحسن وَقَتَادَة وَمُحَمّد بن كَعْب: إِن الْآيَة عَامَّة لكل عَالم، وَيدل على ذَلِك قَول أبي هُرَيْرَة: لَوْلَا مَا أَخذ الله على أهل الْكتاب مَا حدثتكم بِشَيْء. ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة. أهـ. وَقَالَ الإِمَام الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره بعد كَلَام طَوِيل: كَانَ يُقَال: مثل علم لَا يُقَال بِهِ، كَمثل كنز لَا ينْفق مِنْهُ، وَمثل حِكْمَة لَا تخرج، كَمثل صنم قَائِم لَا يَأْكُل وَلَا يشرب، وَكَانَ يُقَال: طُوبَى لعالم نَاطِق، وطوبى لمستمع واع، هَذَا رجل علم علما فَعلمه وبذله ودعا إِلَيْهِ، وَهَذَا رجل سمع خيرا فحفظه ووعاه وانتفع بِهِ. أهـ.
[فصل]
وَقَالَ تَعَالَى: {لعن الَّذين كفرُوا من بني إِسْرَائِيل على لِسَان دَاوُد وَعِيسَى ابْن مَرْيَم ذَلِك بِمَا عصو وَكَانُوا يعتدون. كَانُوا لَا يتناهون عَن مُنكر فَعَلُوهُ لبئس مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ. ترى كثيرا مِنْهُم يتولون الَّذين كفرُوا لبئس مَا قدمت لَهُم أنفسهم أَن سخط الله عَلَيْهِم وَفِي الْعَذَاب هم خَالدُونَ} .
يَا عُلَمَاء الْمُسلمين، هَؤُلَاءِ الَّذين لعنهم الله على لِسَان دَاوُد وَعِيسَى بن مَرْيَم وَمُحَمّد [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فِي الزبُور وَالْإِنْجِيل وَالْفرْقَان - مَا هم إِلَّا عُلَمَاء مثلكُمْ وَمَا لعنهم الله سُبْحَانَهُ إِلَّا بِسَبَب معصيتهم، وَمَا كَانَت معصيتهم إِلَّا ترك الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَترك الدعْوَة إِلَى مَا دَعَا الله النَّاس إِلَيْهِ، وبكتمانه وَعدم تبيانه، وَأَنْتُم يَا عُلَمَاؤُنَا قد وَقَعْتُمْ فِي مثل مَا وَقَعُوا فِيهِ أَو أَشد فَكيف لَا تخافون أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم (أأمنتم من فِي السَّمَاء أَن يخسف بكم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute