للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَهُوَ من إِتْيَانه بِالصَّلَاةِ الْمَطْلُوبَة فِي شكّ، لأَنهم قَالُوا كَيفَ نصل عَلَيْهِ؟ فَقَالَ: " قُولُوا " فَجعل الصَّلَاة عَلَيْهِ مِنْهُم هِيَ قَول ذَا - ثمَّ قَالَ: وَكَانَ لَا يفتر لِسَانه عَن الْإِتْيَان بِهَذِهِ الصَّلَاة أه.

وَبعد كَلَام قَالَ: وَلَا خلاف أَن من صلى على النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) بكيفية من الكيفيات المروية الصَّحِيحَة الرِّوَايَة عَنهُ ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) فِي ذَلِك فقد أدّى فرض الصَّلَاة عَلَيْهِ ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) وَهَذَا الْإِجْمَاع يشْهد أَنَّهَا على التَّخْيِير وَيجب عِنْد أهل النّظر أَن يتَخَيَّر الْإِنْسَان للصَّلَاة عَلَيْهِ أَصَحهَا سنداً وأتمها معنى، قَالَ: وَقد كنت فِي أَيَّام شبيبتي إِذا صليت على النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) أَقُول: اللَّهُمَّ صل وَبَارك وَسلم على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا صليت وباركت وسلمت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيم إِنَّك حميد مجيد، فَقيل لي فِي مَنَامِي أَأَنْت أفْصح أَو أعلم بمعاني الْكَلم وجوامع فصل الْخطاب من النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) ؟ لَو لم يكن معنى زَائِد لما فضل ذَلِك النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) ، فاستغفرت الله من ذَلِك وَرجعت إِلَى نَص التَّفْضِيل فِي مَوضِع الْوُجُوب وَفِي نَص الِاسْتِحْبَاب وَقَالَ فَائِدَة: اسْتدلَّ بتعليمه ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) لأَصْحَابه كَيْفيَّة الصَّلَاة عَلَيْهِ بعد سُؤَالهمْ عَنْهَا، أَنَّهَا - أَي رِوَايَة الصَّحِيح وَالسّنَن - أفضل الكيفيات فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ لَا يخْتَار لنَفسِهِ إِلَّا الْأَشْرَف وَالْأَفْضَل وَيَتَرَتَّب على مَا لَو حلف أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة فطريق الْبر أَن تَأتي بذلك أه.

فصل فِي ذكر الْمَوَاضِع الَّتِي تسن وتستحب فِيهَا الصَّلَاة على النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] )

الأول بعد النداء للصَّلَاة كَمَا فِي حَدِيث أَحْمد وَمُسلم وَغَيرهمَا أَنه ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) قَالَ: " إِذا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذّن فَقولُوا مثل مَا يَقُول " ثمَّ صلوا عَليّ " الحَدِيث

<<  <   >  >>