قَالَ تَعَالَى:{إِنَّمَا يعمر مَسَاجِد الله من آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر. وَأقَام الصَّلَاة وَآتى الزَّكَاة وَلم يخْش إِلَّا الله فَعَسَى ألئك أَن يَكُونُوا من المهتدين}
وروى البُخَارِيّ وَمُسلم بسندهما عَن عُثْمَان رَضِي الله عَنْهُم قَالَ: سَمِعت رَسُول الله ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) يَقُول: " من بنى مَسْجِدا يَبْتَغِي بِهِ وَجه الله بنى الله لَهُ بَيْتا فِي الْجنَّة " وَفِي رِوَايَة " بنى الله لَهُ مثله فِي الْجنَّة ".
فَمن الْبِدْعَة، والرياء والسمعة. مَا يَفْعَله كثير من النَّاس من كِتَابَة لوحة على بَاب الْمَسْجِد، فِيهَا اسْمه وَاسم أَبِيه وجده، وَأَنه هُوَ الَّذِي عمر هَذَا الْمَسْجِد. لِأَن فِي هَذَا رِيَاء. والرياء من الشّرك، قَالَ تَعَالَى:{فَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربه فليعمل عملا صَالحا وَلَا يُشْرك بِعبَادة ربه أحدا}
[فصل]
وروى البُخَارِيّ وَمُسلم عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ " أَن امْرَأَة سَوْدَاء كَانَت تقمُّ الْمَسْجِد. ففقدها رَسُول الله ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) فَسَأَلَ عَنْهَا بعد أَيَّام فَقيل لَهُ: إِنَّهَا مَاتَت فَقَالَ: هلا آذنتموني فَأتى قبرها وَصلى عَلَيْهَا " وَورد: " إِخْرَاج القمامة من الْمَسَاجِد مُهُور الْحور الْعين " رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير.
أما الحَدِيث الَّذِي ذكره صَاحب الْمدْخل وَتَبعهُ عَلَيْهِ الشَّيْخ مَحْمُود خطاب السُّبْكِيّ " جَنبُوا مَسَاجِدكُمْ صِبْيَانكُمْ وَمَجَانِينكُمْ وشراءكم وَبَيْعكُمْ وَخُصُومَاتكُمْ