دخل رجل يَوْم الْجُمُعَة وَالنَّبِيّ ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) يخْطب فَقَالَ: " أصليت؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فصل رَكْعَتَيْنِ، وللمناسبة نذْكر هُنَا:
فصل فِي بَيَان عدم ثُبُوت صَلَاة سنة قبلية للْجُمُعَة
أَنه لَا دَلِيل أصلا يدل على سنة راتبة قبلية للْجُمُعَة، وَغَايَة مَا عِنْدهم الْقيَاس الْمَرْدُود، قَالَ فِي سفر السَّعَادَة: وَكَانَ إِذا فرغ بِلَال من الْأَذَان شرع ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) فِي الْخطْبَة وَلم يقم أحد لصَلَاة السّنة، وَبَعض الْعلمَاء قَالُوا بِسنة الْجُمُعَة بِالْقِيَاسِ على الظّهْر، وَإِثْبَات السّنة بِالْقِيَاسِ غير جَائِز؛ وَالْعُلَمَاء الَّذين صنفوا فِي السّنَن واعتنوا بضبط سنَن الصَّلَاة لم يرووا فِي سنة الْجُمُعَة قبل الصَّلَاة شَيْئا، وَأما بعد صَلَاة الْجُمُعَة فَكَانَ إِذا رَجَعَ إِلَى الْمنزل صلى أَرْبعا وَإِن صلى فِي الْمَسْجِد صلى رَكْعَتَيْنِ، وَقَالَ: " من كَانَ مِنْكُم مُصَليا بعد الْجُمُعَة فَليصل بعْدهَا أَرْبعا " أه وَقَالَ فِي الْهدى النَّبَوِيّ: وَكَانَ إِذا فرغ بِلَالًا من الْأَذَان أَخذ النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) فِي الْخطْبَة وَلم يقم أحد يرْكَع رَكْعَتَيْنِ الْبَتَّةَ، وَلم يكن الْأَذَان إِلَّا وَاحِدًا، وَهَذَا يدل على أَن الْجُمُعَة كالعيد لَا سنة لَهَا قبلهَا. وَهَذَا أصح قولي الْعلمَاء وَعَلِيهِ تدل السّنة. فَإِن النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) كَانَ يخرج من بَيته فَإِذا رقي الْمِنْبَر أَخذ بِلَال فِي أَذَان الْجُمُعَة فَإِذا أكمله أَخذ النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) فِي الْخطْبَة من غير فصل، وَهَذَا كَانَ رَأْي عين، فَمَتَى كَانُوا يصلونَ السّنة؟ وَمن ظن أَنهم كَانُوا إِذا فرغ بِلَال من الْأَذَان قَامُوا كلهم فركعوا رَكْعَتَيْنِ، فَهُوَ أَجْهَل النَّاس بِالسنةِ أه، وَكَذَا حكى الشَّوْكَانِيّ عَن الْعِرَاقِيّ، وَقد أطنب فِي الِاسْتِدْلَال على إِنْكَار هَذِه الصَّلَاة وَالْإِمَام أَبُو شامة فِي كِتَابه الْبَاعِث وَغَيره. وَالله أعلم.
[فضل]
فِي بَيَان أَن صَلَاة الظّهْر بعد الْجُمُعَة بِدعَة مَرْدُودَة وَلَا أصل لَهَا إِن صَلَاة الظّهْر بعد الْجُمُعَة لم يصلها الرَّسُول ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) وَلَا مرّة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute