" وَكَانَ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] إِذا قَرَأَ: {أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر على أَن يحيي الْمَوْتَى} قَالَ: " بلَى " وَإِذا قَرَأَ: {أَلَيْسَ الله بِأَحْكَم الْحَاكِمين} قَالَ: " بلَى، وَأَنا على ذَلِك من الشَّاهِدين ".
وَفِي تَفْسِير الإِمَام الطَّبَرِيّ بِسَنَدِهِ عَن ابْن عَبَّاس أَنه " كَانَ إِذا قَرَأَ {سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى} يَقُول: سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى. وَإِذا قَرَأَ {لَا أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة} فَأتى على آخرهَا {أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر على أَن يحيي الْمَوْتَى} يَقُول: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبلى " وَعَن قَتَادَة قَالَ: ذكر لنا أَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] " كَانَ إِذا قَرَأَهَا قَالَ سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى " وَفِيه عَن قَتَادَة أَنه " كَانَ إِذا تَلا {أَلَيْسَ الله بِأَحْكَم الْحَاكِمين} . قَالَ: بلَى وَأَنا على ذَلِك من الشَّاهِدين - أَحْسبهُ كَانَ يرفع ذَلِك. وَإِذا قَرَأَ {أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر على أَن يحيي الْمَوْتَى} قَالَ بلَى. وَإِذا تَلا {فَبِأَي حَدِيث بعده يُؤمنُونَ} قَالَ آمَنت بِاللَّه وَبِمَا أنزل ".
[فصل]
وَحَدِيث: " مَا زَالَ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يقنت فِي الْفجْر حَتَّى فَارق الدُّنْيَا " ضَعِيف جدا، ومحال أَو يواظب عَلَيْهِ النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] طول حَيَاته يَدْعُو وهم يُؤمنُونَ على دُعَائِهِ كل فجر؛ ثمَّ لَا يتواتر ذَلِك عَنهُ، بل يأتينا من طرق ضَعِيفَة واهية بل يَقُول بعض الصَّحَابَة: إِنَّه مُحدث وبدعة، نعم كَانَ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يقنت عِنْد النَّوَازِل فِي الصَّلَوَات كلهَا. وَعلم الْحسن بن عَليّ أَن يَقُول قنوت الْوتر " اللَّهُمَّ اهدني فِيمَن هديت إِلَخ، وَهَذَا ثَابت فِي الْمسند وَالسّنَن الْأَرْبَع وَحسنه التِّرْمِذِيّ. (وتقليب أَيْديهم فِي دُعَاء الْقُنُوت عِنْد قَوْلهم: إِنَّه لَا يذل من واليت) بِدعَة وحركة فِي الصَّلَاة سَيِّئَة، وَقَوْلهمْ: حق حق أثْنَاء قِرَاءَة الإِمَام للقنوت بِدعَة، إِن لم تكن مفْسدَة للصَّلَاة فَأَقل أحوالها الْكَرَاهَة، وَمِنْهُم من يَقُول: حأحأ - أَو حك حك (وَمسح) وُجُوههم وصدورهم بأكفهم بعده
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute