للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أذكار سُجُود الصَّلَوَات. وَأما مَا يُقَال من أَنه يَقُول فِيهِ: سُبْحَانَ من لَا يسهو وَلَا ينَام، فَلم يَفْعَله النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) وَلَا أَصْحَابه، وَلم يدل عَلَيْهِ دَلِيل من السّنة الْبَتَّةَ، وَإِنَّمَا هُوَ مَنَام رَآهُ بعض كبار مخرفي الصُّوفِيَّة فَلَا تلتفتوا إِلَيْهِ، وخذوا دينكُمْ من كتب السّنة الصَّحِيحَة وَمَا عداهُ فَردُّوهُ إِلَى قَائِله، ثمَّ إِثْبَات هَذَا فِي المؤلفات. وَجعله دينا وَشرعا ضلال كَبِير وَفَسَاد عريض، وَالشَّافِعِيَّة يَسْجُدُونَ للسَّهْو إِذا صلوا خلف من لم يبسمل أَو يقنت، وَهَذَا جهل وَخطأ وبدعة يجب تَركهَا.

فصل فِي سُجُود التِّلَاوَة الْمَشْرُوع والمبتدع

قَالَ فِي سفر السَّعَادَة: لم يكن ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) يتْرك سَجدَات الْقُرْآن، بل حينما بلغ آيَة سَجْدَة كبر وَسجد وَقَالَ فِي سُجُوده: سجد وَجْهي للَّذي خلقه وصوره وشق سَمعه وبصره بحوله وقوته " وَرُبمَا قَالَ: " اللَّهُمَّ احطط عني بهَا وزراً واكتب لي بهَا عنْدك ذخْرا وتقبلها من عَبدك دَاوُد " وَلم يثبت أَنه لما رفع رَأسه كبر أَو تشهد أَو سلم أهـ. هَذَا هُوَ الْمَشْرُوع.

أما قَول بعض الْحَنَفِيَّة وَغَيرهم من أَرْبَاب الشُّرُوح والحواشي (فَائِدَة مهمة لدفع كل مهمة) ثمَّ قَالَ: من قَرَأَ آي السَّجْدَة كلهَا فِي مجْلِس وَاحِد وَسجد لكل مِنْهَا كَفاهُ الله مَا أهمه فَهُوَ كَلَام سبهلل وتشريع من عِنْد غير الله وَحدث لَيْسَ لَهُ أصل يذكر، وَلَا يَنْبَغِي لفَاعِله أَن يشْكر، وَقد قَالَ تَعَالَى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصبرِ وَالصَّلَاة} أَي الْمَشْرُوعَة، وَكَانَ رَسُول الله ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) إِذا حز بِهِ أَمر صلى. وَقد ترك جلّ النَّاس سُجُود التِّلَاوَة وأتركهم لهَذَا الْخَيْر الْجَلِيل الْقُرَّاء، ذَلِك لأَنهم أَجْهَل النَّاس وأبعدهم عَن الْعلم وَاتِّبَاع السّنة.

<<  <   >  >>