للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهم الْقَائِلُونَ إِن الْعلم حجاب بَين العَبْد وربه، وبلمحة، تقع الصلحة، وبنظرة من المرشد الْكَامِل يصير الشقي وليا، وبنفخة فِي وَجه المريد أَو تفلة فِي فَمه تُطِيعهُ الأفعى، وتحترمه الْعَقْرَب، وهم المقرون بِأَن الْولَايَة لَا ينافيها ارْتِكَاب الْكَبَائِر كلهَا إِلَّا الْكَذِب - وهم أكذب النَّاس - وَأَن الِاعْتِقَاد أولى من الانتقاد، وَأَن الِاعْتِرَاض يُوجب الحرمان، أَي أَن تَحْسِين الظَّن بالفساق والفجار أولى من الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر.

[نصيحتي واقتراحي]

فإليكم مَشَايِخ السجاجيد جَمِيعًا وَأَنْتُم سادة وقادة هَؤُلَاءِ الْقَوْم ورعاتهم " وكلكم رَاع، وكلكم مسئول عَن رَعيته " قد كتبت هَذَا الْكتاب الْمُبين، وَنَصَحْت لكم وَأَنا لكم نَاصح أَمِين، كي تنصحوا هَؤُلَاءِ الْمَسَاكِين الَّذين يعمرون فِي الْإِسْلَام الْخمسين وَالسِّتِّينَ وَالسبْعين وَالتسْعين ويموتون وَلم يَذُوقُوا لِلْإِسْلَامِ وَالْإِيمَان حلاوة وَلَا طعما، لتماديهم فِي جهالتهم، وَلعدم الوعاظ المؤثرين والمرشدين المخلصين؛ فأقترح عَلَيْكُم يَا رُؤَسَاء الْقَوْم أَن تقرأوا لَهُم كتب الْعلم، وتحثوهم فِيهَا على قِرَاءَة الْكتاب الْعَزِيز بالتفسير والتنزيل والترتيل والتدبر والتفهم والتعقل؛ وقرروا عَلَيْهِم حفظ مِائَتي حَدِيث نبوي تكون جَامِعَة للعقائد، وَأَحْكَام الْحَلَال، وَالْحرَام، والعبادات، والمعاملات والأذكار، والأخلاق، والآداب وَالتَّرْغِيب والترهيب.

وَأَن تختاروا لأنفسكم وللقارئين مِنْهُم من أصح الْكتب وأسهلها، وأخلاها من الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة، والمنكرة وَمن الْإسْرَائِيلِيات والخرافات. فَمن تفاسير الْقُرْآن تَفْسِير الْحَافِظ ابْن كثير وَتَفْسِير الْمنَار، وَهَذَا الثَّانِي هُوَ الْجَامِع لكل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْمُسلمُونَ فِي هَذَا الزَّمَان.

<<  <   >  >>