قَالَ فِي سفر السَّعَادَة: كَانَ من هدى رَسُول الله ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) أَنه إِذا تَجَدَّدَتْ لَهُ نعْمَة، أَو اندفعت نقمة، سجد شكرا لله تبَارك وَتَعَالَى، وَعَن أنس أَن النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) بشر بحاجة فَخر سَاجِدا، وروى الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح:" أَنه لما ورد كتاب أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ يتَضَمَّن أَن قَبيلَة هَمدَان أسلمت خر النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) سَاجِدا من سَاعَته وَقَالَ: السَّلَام على هَمدَان السَّلَام على هَمدَان ". وروى عبد الرَّحْمَن بن عَوْف " أَن النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) لما بشر بِأَن من صلى عَلَيْهِ مرّة صلى الله عَلَيْهِ عشرا، وَأَن من سلم عَلَيْهِ مرّة سلم الله عَلَيْهِ عشرا، سجد ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) من سَاعَته شكرا " وَفِي سنَن أبي دَاوُد أَن النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) رفع يَدَيْهِ دَاعيا ثمَّ بعد ذَلِك سجد شكرا لله ثَلَاث مَرَّات، وَقَالَ: " شفعت فِي أمتِي فوهبني الله ثلثهَا، فسجدت شكرا لله، وَلما رفعت رَأْسِي شفعت ثَانِيًا فوهبني الله ثلثا آخر فسجدت شكرا وَلما رفعت رَأْسِي دَعَوْت الله ثَلَاثًا فوهبني الثُّلُث الْبَاقِي فسجدت شكرا، وَثَبت فِي مُسْند الإِمَام أَحْمد أَن النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) رأى رجلا نغاشا فَسجدَ شكرا. وَكَعب بن مَالك لما أَتَاهُ البشير بِقبُول البشير بِقبُول تَوْبَته سجد شكرا، وَأَبُو بكر الصّديق لما سمع قتل مُسَيْلمَة سجد شكرا. وأمير الْمُؤمنِينَ عَليّ لما رأى ذَا الثدية رَئِيس الْخَوَارِج بَين الْقَتْلَى سجد شكرا. أهـ.
وَبِهَذَا تعلم أَن مَا يَفْعَله الصُّوفِيَّة من السُّجُود كل لَيْلَة بعد مَا يسمونه الْخَتْم الْكَبِير، وَبعد قراءتهم آيَة {إِنَّمَا يُؤمن بِآيَاتِنَا} بِدعَة لم تشرع بل يجب أَن تمنع وتدفع، وَكَذَا سجودهم كل لَيْلَة بعد وتر الْعشَاء بِدعَة مُنكرَة، وَكَذَا سجودهم بعد صَلَاة الضُّحَى كل يَوْم بِدعَة ضَلَالَة، وَلَا أصل لتِلْك السجدات وَقد قَالَ بعض أهل الْعلم: إِنَّهَا مُحرمَة.