وروى ابْن مَاجَه وَغَيره أَنه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ عَن الله: " أَنا أُغني الشُّرَكَاء عَن الشّرك فَمن عمل لي عملا أشرك فِيهِ غَيْرِي فَأَنا مِنْهُ بَرِيء وَهُوَ للَّذي أشرك " وروى ابْن جرير مُرْسلا: " لَا يقبل الله عملا فِيهِ مِثْقَال حَبَّة من خَرْدَل من رِيَاء "، قَالَ الشَّيْخ الحفني: أما من يتَّخذ السبحة لأجل التزين ويزخرفها ويتحدث مَعَ النَّاس وَهُوَ يقلبها فِي يَده فَذَلِك عَلامَة على سوء حَاله أهـ.
وولوعهم بالسبحة الْمُسَمَّاة عِنْدهم باليسر وشراؤها بغالي الثّمن جهل وتغفيل وضياع لِلْمَالِ والسبحة الألفية الَّتِي يعلقونها فِي السّقف فِي بكرَة للتعبد عَلَيْهَا فِي الظلمَة بِاللَّه الله أَو هُوَ هُوَ أَو حَيّ أَو حق أَو قيوم أَو قهار أَو لطيف أَو باسط بِدعَة وَجَهل وضلال. وَقَول الخليلية على السبحة يَا عَم يَا عَم أَو مدد يَا عَم كل يَوْم مائَة مرّة كفر بِاللَّه تَعَالَى إِذْ هُوَ نِدَاء والتجاء لغيره.
وطرق السبحة فِي المَاء للتشفي والتبرك بهَا غَفلَة وجهالة وَذُهُول عَمَّا جَاءَ بِهِ صَاحب الرسَالَة، وَهل ترجى بركَة من آثَار من يعيشون ويموتون فِي مخالفات ومبتدعات، وعبادات مُنكرَة؟ كلا بل التشفي بهم كالتشفي بطاسة الطربة وبفشلة الحمارة إِن هَؤُلَاءِ يسهرون إِلَى بعد النّصْف فِي حَضْرَة أَو لَيْلَة أَو مولد يشخرون وينخرون، ويشهقون وينعقون بِمَا يسمونه تخميراُ أَو توحيداً وَهُوَ فِي الْحَقِيقَة توحيل فِي تغفيل، وأباطيل فِي أظاليل، يصرفون لياليهم فِي:
(شوبش على رجال لَا صَامُوا وَلَا صلوا ... فرشوا سجاجيدهم على المَاء مَا ابتلوا)
(إيه إيه إِذا كنت منضام وَلَا لَك حد بيراعي ... إزعق وَقل يَا أَبَا العلمين يَا رفاعي)
(قديم الطَّرِيقَة يجي لَك عالقدم ساعي ... يأخد بِيَدِك وَلَا تحْتَاج لمراعي)
(آه آه إِذا كنت عيان يَأْمر بِي وَلَا لَك حد ... أقصد حمى السيدة فِي نَهَار الْحَد)
(وقف على الْبَاب وَقل يَا كَرِيمَة الْيَد ... تاخد بِيَدِك وَلَا تحمل جمايل حد)
هَذَا هُوَ توحيدهم يَا مشيخة الْأَزْهَر، وَيَا هيأة كبار الْعلمَاء بالأزهر، فَهَل أَنْتُم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute