لهَذَا منكرون، وَله محاربون، أَو لَهُ مقرون، وبمثله عاملون؟ ثمَّ إِنَّك إِذا نخست أحدهم أَو حدثت حَرَكَة أَو صَوت تجدهم يَتَكَلَّمُونَ بِكَلَام وقح لَا يمكنني كِتَابَته، وَأقله أَن يَقُول: أح يَا أمه أَو يشخر وَيَقُول: " يَا ابْن الْأَحِبَّة ثمَّ يَقُول لَك هَذَا الْكَلَام لَيْسَ لَك بل لكلمة الْجَلالَة، ثمَّ هم ومشايخهم لَا يحسنون قِرَاءَة الْفَاتِحَة بل وَلَا سُورَة الْعَصْر وَلَا الْكَوْثَر وَلَا الْإِخْلَاص، هَذَا مَعَ إتقانهم لحفظ الْكثير من الْأَلْفَاظ الشيطانية كَقَوْلِهِم: سبابينير ادنبدادنبي كراكرتدي سرسر أندي سبر سبر تمونا كد كردد طهُور بدعق محببه سققاطيس، الخ ويحفظون الجلجلوتيه كلهَا والبرهتية كلهَا، ويحفظون أَيْضا قصَّة الزناتية والهلالية وعنترة وَالظَّاهِر بيبرس، أما سُورَة أَو حَدِيث نبوى فكلا فَهَل هَؤُلَاءِ مُسلمُونَ يتبرك بآثارهم؟ إِنَّه لَا يتبرك بهؤلاء إِلَّا غفول جهول حمَار مَأْوَاه - إِن لم يعقل عَن الله ويقلع - النَّار وَبئسَ الْقَرار، قَالَ الإِمَام الصَّنْعَانِيّ: وَمن جنس هَذَا اعتناء بعض الأغبياء الْجُهَّال والعوام الضلال بدعوتهم بِدُعَاء تمشيخا تمشميشا وشمخيشا ودعوتهم فِي الشدائد بأسماء أَصْحَاب الْكَهْف، وَدُعَاء شيخ وَغَيرهَا من الدَّعْوَات المجهولات بزعمهم أَن هَذَا من الْأَسْمَاء الْعِظَام والأدعية المستجابة عِنْد العلام أَو أَنه من التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل، ولسنا ملتزمين فِي شريعتنا بذلك الدُّعَاء، فِي الصَّباح والمساء، وَلم يقل بهَا أحد من الْعلمَاء والصلحاء، بل وَضعه أغبياء الأدباء وسفهاء الْقصاص لتغرير الْعَوام، وَجمع الحطام، وَقد قَالَ الله تَعَالَى: {وَللَّه الْأَسْمَاء الْحسنى فَادعوهُ بهَا} وَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " إِن لله تِسْعَة وَتِسْعين إسما مائَة إِلَّا وَاحِدًا " والشيطان فِي أَكثر الأحيان يظْهر لتِلْك الْأَسْمَاء تأثيرات وَمَنَافع لأجل تغرير الْجُهَّال وافتتانهم، وَرُبمَا يكون التَّلَفُّظ بِتِلْكَ الْكَلِمَات كفر لأننا نتكلم بِكَلَام لَا نَعْرِف مَعْنَاهُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَقد قَالَ الله تَعَالَى: {مَا فرطنا فِي الْكتاب من شَيْء} وَهُوَ يَقُول وَيَدْعُو: أهيا شراهيا أدنو أَي أصباءوت فَكُن متيقظا لهَذِهِ الرّقية فقد ضل بهَا خلق كثير، وقانا الله الْبدع والأهواء والفتنة المدلهمة الظلماء، كالليلة السَّوْدَاء، وَكثر الاعتناء بِأَلف اسْم وَاسم وَاحِد يَدْعُو بعض الْفُقَرَاء
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute