للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَعنهُ أَيْضا عَن النَّبِي ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) قَالَ: " إِذا عطس أحدكُم فَلْيقل الْحَمد لله، وَليقل لَهُ أَخُوهُ أَو صَاحبه: يَرْحَمك الله، فَإِذا قَالَ لَهُ يَرْحَمك الله فَلْيقل: يهديكم الله وَيصْلح بالكم " رَوَاهُ البُخَارِيّ، وَفِي لفظ لأبي دَاوُد " الْحَمد لله على كل حَال " وَقَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ سَمِعت رَسُول الله ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ) يَقُول: " إِذا عطس أحدكُم فَحَمدَ الله فشمتوه فَإِن لم يحمد فَلَا تشمتوه " رَوَاهُ مُسلم أه من الوابل الصيب. وَفِي الْجَامِع " إِذا عطس أحدكُم فليشمته جليسه فَإِن زَاد على ثَلَاثَة فَهُوَ مزكوم وَلَا يشمت بعد ثَلَاث " وَالرَّمْز (د) عَن أبي هُرَيْرَة (ح) أما قَوْلهم: أحأ، أَو حق، أَو إِن الله حق، الْحَمد لله فبدعة وجهالة. وَقد ترك هَذِه السّنة الجليلة كثير من النَّاس واستعاضوا عَنْهَا بِسنة أفرنجية خسيسة، وَهِي قَوْلهم: سلوته - اجراستي، وَبَعْضهمْ يجهل كَيفَ يُجيب المشمت، وَبَعض النِّسَاء المسلمات يقلن لأولادهن " عطسك فطسك نط الْحمار كسر قفص:، فَأَنا لله على جَهَالَة ذكراننا وإناثنا بِسَبَب سكُوت ونوم عُلَمَائِنَا، فَإِنَّهُم لَو أَدّوا واجبهم الديني وتدبروا آيَة {إِن الَّذين يكتمون مَا أنزلنَا من الْبَينَات وَالْهدى من بعد مَا بَيناهُ للنَّاس فِي الْكتاب أُولَئِكَ يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} لجعلوا كل بيُوت الْمُسلمين مدارس للقرءان وَالسّنة.

ثمَّ أَلَيْسَ نشر هَذَا الْخَيْر أفضل من قَوْلهم فِي خطبهم: كفوا كفوا فقد كفى مَا كَانَ، كفوا كفوا فقد مضى زمن الْعِصْيَان، كفوا كفوا فحالنا لَا يرض بِهِ إِنْسَان، اتَّقوا الله وَسَلُوهُ إصلاحاً وتنظيما إِلَى آخر هذيانهم.

وَخبر: " من سبق العطاس بِالْحَمْد أَمن من الشوص واللوص والعلوص " ذكره ابْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة وَهُوَ ضَعِيف كَمَا فِي التَّمْيِيز وأسنى المطالب، وَقد نظمه بَعضهم بقوله:

(من يبتدى عاطساً بِالْحَمْد يامن من ... شوص ولوص وعلوص كَمَا ورد)

(عنيت بالشوص دَاء الضرس ثمَّ بِمَا ... يَلِيهِ دَاء الْبَطن وَالرَّأْس اتبع رشدا)

<<  <   >  >>