للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خبالا ودوا مَا عنتم قد بَدَت الْبغضَاء من أَفْوَاههم، وَمَا تخفي صُدُورهمْ أكبر، قد بَينا لكم الْآيَات إِن كُنْتُم تعقلون} .

وَقَالَ تَعَالَى: {لَا يتَّخذ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافرين أَوْلِيَاء من دون الْمُؤمنِينَ، وَمن يفعل ذَلِك فَلَيْسَ من الله فِي شَيْء إِلَّا أَن تتقوا مِنْهُم تقاة، ويحذركم الله نَفسه وَإِلَى الله الْمصير} .

وَبعد فيا مُلُوك الْإِسْلَام وَيَا مُلُوك الْعَرَب، وَيَا رُؤَسَاء الْعَرَب الْمُسلمين، وَيَا وزراءنا، وَيَا شعوب الشرق أجمع، ستدعون إِلَى قوم أولي بَأْس شَدِيد، تقاتلونهم أَو يسلمُونَ، فَإِن تطيعوا يُؤْتكُم الله أجرا حسنا، وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا توليتم من قبل يعذبكم الله عذَابا أَلِيمًا.

فَقومُوا لأَدَاء هَذِه الْفَرِيضَة، فَرِيضَة الْجِهَاد فِي الله، وَلَا أَعنِي بِهِ إِلَّا الْقِتَال، وَلَا أقصد بِهِ إِلَّا الْمَوْت والفناء فِي سَبِيل إِعَادَة مجد الْإِسْلَام الْقَدِيم وَرَفعه كَمَا كَانَ فَوق كل الْأَدْيَان، وإعادة الْعِزَّة والسيادة لأَهله كَمَا كَانُوا من قبل، فِي سَبِيل جعل الْقُرْآن الدستور الْأَكْبَر الْعَام لأهل الأَرْض جَمِيعًا.

قومُوا، قومُوا يَا أهل الْكتاب السماوي، إِلَى الْجِهَاد والقتال بِالْمَالِ وَالنَّفس والنفيس فِي سَبِيل إعلاء الْحق وَكلمَة الْحق وَأهل الْحق، فقد طَال نومنا ورقادنا وكسلنا وغفلتنا حَتَّى ضَاعَت دولة الْإِسْلَام وسلطانه وَسقط الْمُسلمُونَ شَرّ سقطة، وَضاع الدّين شَرّ ضَيْعَة، وسفلت الْأَخْلَاق، وَذَهَبت الْآدَاب، وَبِهَذَا أصابتنا الذلة والمسكنة، وَبُؤْنَا بغضب على غضب وعشنا جَمِيعًا عبيدا أذلاء خدماً فِي عقر دُورنَا، فَإلَى مَتى وَحَتَّى مَتى النّوم والذهول.

قومُوا لِلْقِتَالِ، قومُوا للدفاع عَن الْإِسْلَام فقد (كتب عَلَيْكُم الْقِتَال وَهُوَ

<<  <   >  >>