وَلَقَد خرج وَلَده عبد الرَّحْمَن قبل إِسْلَامه من صُفُوف الْمُشْركين يطْلب البرَاز فَأَرَادَ أَبوهُ أَن يبرز لَهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " متعنَا بِنَفْسِك يَا أَبَا بكر " فبخ بخ لَك أَيهَا الصّديق. نعم حَقًا لَو وزن إيمانك بِإِيمَان أهل الأَرْض لرجح إيمانك على إِيمَان أهل الأَرْض جَمِيعًا.
وَرَضي الله عَن عمر بن الْخطاب حَيْثُ كَانَ يَقُول على الْمِنْبَر: يَا معشر الْمُسلمين مَاذَا تَقولُونَ لَو ملت برأسي إِلَى الدُّنْيَا كَذَا؟ وميل رَأسه. فَقَامَ إِلَيْهِ رجل فسل سَيْفه وَقَالَ: أجل كُنَّا نقُول بِالسَّيْفِ كَذَا وَأَشَارَ إِلَى قطعه، فَقَالَ: إيَّايَ تَعْنِي بِقَوْلِك؟ قَالَ: نعم، إياك أَعنِي بِقَوْلِي، فنهره عمر ثَلَاثًا وَهُوَ ينهر عمر، فَقَالَ عمر: رَحِمك الله، الْحَمد لله الَّذِي جعل فِي رعيتي من إِذا تعوجت قومني، وَلَقَد كَانَ يرفع يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء وَيَقُول: اللَّهُمَّ كَبرت سني، وضعفت قوتي. وانتشرت رعيتي، فاقبضني إِلَيْك غير مضيع وَلَا مفرط، وَكَانَ يَقُول: اللَّهُمَّ ارزقني شَهَادَة فِي سَبِيلك، وَاجعَل موتِي فِي بلد رَسُولك، وَلَقَد كَانَ رَضِي الله عَنهُ إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة مر بَين الصُّفُوف، وَيَقُول: اسْتَووا حَتَّى إِذا لم ير فِيهِنَّ خللا تقدم فَكبر للصَّلَاة، وَرُبمَا قَرَأَ سُورَة يُوسُف أَو النَّحْل حَتَّى يجْتَمع النَّاس، فَمَا هُوَ إِلَّا أَن كبر فسمعوه يَقُول: قتلني أَو أكلني الْكَلْب، حِين طعنه الْخَبيث أَبُو لؤلؤة، وَطعن مَعَه ثَلَاثَة عشر رجلا مَاتَ مِنْهُم سَبْعَة، ثمَّ طعن نَفسه. وَتَنَاول عمر يَد عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فقدمه للصَّلَاة، ثمَّ حمل إِلَى بَيته مغشياً عَلَيْهِ حَتَّى أَسْفر النَّهَار، فَلَمَّا أَفَاق قَالَ هَل صلى النَّاس؟ فَقَالُوا: نعم. فَقَالَ: لَا إِسْلَام لمن ترك الصَّلَاة، ثمَّ دَعَا بِوضُوء فَتَوَضَّأ وَصلى. وَبعد قَلِيل ارتحل إِلَى رَحْمَة ربه ورضوانه الْأَكْبَر.
ورضى الله عَن عُثْمَان بن عَفَّان الَّذِي حبس عَن الصَّلَاة وأحصر أَيَّامًا وليالي بِلَا ذَنْب، وَمنع عَنهُ المَاء بِلَا خَطِيئَة، وَقتل ضربا بِالسَّيْفِ وَهُوَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute