وَللَّه در سعد بن أبي وَقاص إِذْ يَقُول: إِنِّي لأوّل الْعَرَب رمى بِسَهْم فِي سَبِيل الله، وَكُنَّا نغزو مَعَ النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَمَا لنا طَعَام إِلَّا ورق الشّجر حَتَّى إِن أَحَدنَا ليضع كَمَا يضع الْبَعِير أَو الشَّاة، فَرضِي الله عَنهُ.
وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته على الْأَنْصَار الَّذين كَانُوا يَوْم الخَنْدَق يَقُولُونَ:
(نَحن الَّذين بَايعُوا مُحَمَّدًا ... على الْجِهَاد مَا حيينا أبدا)
فَيُجِيبهُمْ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] بقوله:
(اللَّهُمَّ لَا عَيْش إِلَّا عَيْش الْآخِرَة ... فاكرم الْأَنْصَار والمهاجرة)
وَعَفا الله عَن أهل خَيْبَر، إِذْ كَانَ يَقُول قَائِلهمْ:
(تالله لَوْلَا الله مَا اهتدينا ... وَلَا تصدقنا وَلَا صلينَا)
(وَنحن عَن فضلك مَا استغنينا ... فَثَبت الْأَقْدَام إِن لاقينا)
(وأنزلن سكينَة علينا ... إِن الأولى قد بغوا علينا)
أ
فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] " من هَذَا؟ " فَقَالَ: أَنا عَامر، قَالَ: " غفر لَك رَبك " فَمَاتَ ليومه شَهِيدا مغفوراً لَهُ فهنيئاً لَهُ.
وأسبغ اللَّهُمَّ كَامِل ووافي رحماتك وإحسانك على سَائِر الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وعَلى عبد الله بن رَوَاحَة الْأنْصَارِيّ الْجَلِيل إِذْ كَانَ آخِذا بزمام نَاقَة الرَّسُول الْأَعْظَم [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يَقُودهَا وَهُوَ دَاخل مَكَّة وَهُوَ يَقُول:
(باسم الَّذِي لَا دين إِلَّا دينه ... باسم الَّذِي مُحَمَّد رَسُوله)
(خلوا بني الْكفَّار عَن سَبيله ... الْيَوْم نَضْرِبكُمْ على تَأْوِيله)
(كَمَا ضربناكم على تَنْزِيله ... ضربا يزِيل الْهَام عَن مقِيله)
(وَيذْهل الْخَلِيل عَن خَلِيله ... قد أنزل الرَّحْمَن فِي تَنْزِيله)
(فِي صحف تتلى على رَسُوله
(بِأَن خير الْقَتْل فِي سَبيله)
(يَا رب إِنِّي مُؤمن بقيله ... )