وَلَا يتفرقوا، ونهاهم عَن التَّفَرُّق وَالِاخْتِلَاف والنزاع فَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِين تفَرقُوا وَاخْتلفُوا من بعد مَا جَاءَهُم الْبَينَات وَأُولَئِكَ لَهُم عَذَاب عَظِيم} . وَقَالَ: {وَلَا تنازعوا فتفشلوا وَتذهب ريحكم} فَأَبَوا إِلَّا مُخَالفَة الْقُرْآن الْكَرِيم، والنزاع الشَّديد الَّذِي أدّى الْكثير من النَّاس إِلَى الشَّك والارتياب وَالِاضْطِرَاب، هَذَا مَعَ أَن اتِّفَاقهم سهل وَقَرِيب جدا لَو جانبوا الْهوى والتعصب المذموم، وَاتبعُوا كتاب الله وَمَا جَاءَ عَن رَسُوله. قَالَ تَعَالَى: {وَمَا اختلفتم فِيهِ من شَيْء فَحكمه إِلَى الله} ، وَقَالَ: {فَإِن تنازعتم فِي شَيْء فَردُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُول إِن كُنْتُم تؤمنون بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر} ، وَقَالَ: {اتبعُوا مَا أنزل إِلَيْكُم من ربكُم وَلَا تتبعوا من دونه أَوْلِيَاء} ، وَقَالَ: {وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ وَمَا نهاكم عَنهُ فَانْتَهوا} ، {واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا وَلَا تفَرقُوا} ، فالرجوع إِلَى الْكتاب وَالسّنة وَكَلَام أَئِمَّة السّلف الصَّالح يحسم كل نزاع، وَيبين كل مُشكل، فَإِن الْكتاب وَالسّنة لم يتركا شَيْئا من أصُول الدّين وَلَا من فروعه إِلَّا بَيناهُ. قَالَ تَعَالَى فِي وصف كِتَابه: {ونزلنا عَلَيْك الْكتاب تبياناً لكل شَيْء وَهدى وَرَحْمَة وبشرى للْمُسلمين} ، وَقَالَ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " فَعَلَيْكُم بِسنتي وَسنة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين المهديين من بعدِي عضوا عَلَيْهَا بالنواجذ. وَإِيَّاكُم ومحدثات الْأُمُور، فَإِن كل محدثة بِدعَة وكل بِدعَة ضَلَالَة "، فَهَذَا الدَّاء والدواء فلماذا استحبوا الدَّاء على الدَّوَاء والعمى على الْهدى وَالْعَذَاب بالمغفرة؟ فَإنَّا لله! .
(٢) الْقُرَّاء حَملَة الْقُرْآن، وهم أَجْهَل النَّاس وأبعدهم عَن فهم مَعَاني الْقُرْآن وتدبر آيَاته وعظاته وَأَحْكَامه والاستنارة بأنواره، والاهتداء بهدايته فَلَا يفهمون مِنْهُ قَلِيلا وَلَا كثيرا، وَلم يَذُوقُوا لطعمه وحلاوته كَبِيرا وَلَا صَغِيرا وَلِهَذَا تراهم يقعون فِي الجرائم والموبقات وكبائر الذُّنُوب، هم وَأَوْلَادهمْ وعشائرهم، فَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه، وَلَا ألوم إِلَّا الْعلمَاء إِذا لم يرشدوهم.
(٣) عوام الْمُسلمين وهم أَكثر الْأمة، وَهَؤُلَاء قد استعبدهم واستذلهم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute