الجواب: العبس معناه: عبس الإنسان إذا قطب جبينه، وظهرت عليه الكراهة، بأن يتضايق الإنسان من شيء فيظهر على وجهه الكراهة والعبوس وعدم الانبساط، هذا هو الأصل.
و {عَبَسَ وَتَوَلَّى}[عبس: ١] ، في القرآن معناها: أن النبي صلى الله عليه وسلم حصل منه بعض الكراهية والتضايق، بسبب أن عبد الله ابن أم مكتوم الأعمى، جاءه يسأله عن أمور من أمور دينه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم بحضرته ناس من أكابر قريش، وكان عليه الصلاة والسلام يطمع في إسلامهم، وترغيبهم والتحدث معهم لعل الله أن يهديهم، ليدعوهم إلى الله عز وجل، فلما جاء عبد الله ابن أم مكتوم، يسأله وهو مشغول مع هؤلاء، كأنه كره مجيء عبد الله ابن أم مكتوم في هذه المناسبة، وكره سؤاله؛ لأنه يشغله عن التحدث مع هؤلاء، فعاتبه الله عز وجل على ذلك وقال:{عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى}[عبس: ١ - ١٠] .
والمعنى أن الله ينكر على النبي صلى الله عليه وسلم عدم استقباله لعبد الله ابن أم مكتوم الذي جاء راغبًا في الخير، ومقبلًا على الخير، وانشغاله مع قوم لا رغبة لهم في الخير، ولا محبة لهم في دين الإسلام، بل هم في زعمهم أنهم في غنى عنه، فهم ليسوا راغبين، ولا مقبلين على دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، من هنا جاء العتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.