الصحابة رضي الله عنهم يشاهدون النبي صلى الله عليه وسلم ويتابعونه، ومن يأتي بعده فعليه أن يعمل بالأحاديث الصحيحة الواردة في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، ويعمل بموجبها.
وإن كان لا يستطيع ذلك، فإنه يسأل أهل العلم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ليخبروه وليبينوا له، هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم:«خذوا عني مناسككم» ، فهذا دليل على أن أعمال الحج توقيفية كسائر أنواع العبادة، فإنها توقيفية، فلا يقدم على فعل شيء منها إلا إذا ثبت في الكتاب والسنة أنه مشروع وأنه عبادة.
أما صفة حجة الوداع، فوصفها يطول، ولكن على القارئ أن يراجع الأحاديث التي وردت في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أعظمها حديث جابر، الحديث المشهور الطويل الذي وصف فيه حجة النبي صلى الله عليه وسلم من أولها إلى آخرها.
***
معنى حديث: إِذًا يُكْفَى هَمُّكَ
سؤال: قرأت حديثًا «عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت، قال: فقلت: الربع، قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: فقلت: فالثلث، قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: فقلت: النصف، قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذا يكفى همك، ويغفر ذنبك» ، فهل هذا الحديث صحيح بهذا اللفظ؟ وما معناه؟ وما المقصود بجعل الصلاة كلها للرسول صلى الله عليه وسلم؟