فقد سن سنة حسنة، وليس معناه أنه يحدث عبادة جديدة، أو عملًا جديدًا لم يشرعه الله ولا رسوله، لقوله صلى الله عليه وسلم:«من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد» ، وفي رواية:«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» ، والأحاديث في ذم البدع والتنفير منها كثيرة، فليس معنى:«من سن في الإسلام سنة حسنة» أنه أحدث شيئًا جديدًا، ولكن معناه أنه عمل بخصلة من خصال الخير فاقتدى به الناس في عمل الخير، فكان فعله هذا سنة حسنة.
سؤال: هل يعني أن هذه السنة مأمور بها، لكن الناس أهملوها أو تركوها أو غفلوا عنها؟
الجواب: نعم، ومما يدل على هذا سبب هذا الحديث، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه ناس محتاجون وبدت عليهم الحاجة والفقر، فالنبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وحثهم على الصدقة ورغبهم فيها؛ فجاء رجل معه صرة من المال قد عجزت يده عن حملها، ثم تبادر الناس وكل جاء بما يسر الله حتى بلغت الصدقات أكوامًا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسر النبي بذلك، وقال هذه الكلمة العظيمة:«من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها» ، فهذا الرجل بادر إلى الصدقة فشق الطريق لمن حوله من المسلمين، فاقتدوا به وبادروا.