سؤال: إذا كان هناك شخص يعتقد أو يقر التوسل بالصالحين فهل تصح الصلاة خلفه؟
الجواب: يشترط في الإمام أن يكون مسلمًا عدلًا في دينه وأخلاقه واستقامته، وأن يكون مثالًا طيبًا في التمسك بالنسبة والابتعاد عن البدعة، وترك الشرك ووسائله فالذي يتخذ التوسل بالصالحين والأولياء، أو الأموات على ما اعتاده عُباد القبور اليوم، ويستعمل هذا، أو يرى هذا أمرًا جائزًا، فهذا لا تصح الصلاة خلفه؛ لأنه مختل العقيدة، وإذا كان يتوسل بالصالحين بمعنى أنه يطلب منهم الحوائج وتفريج الكربات ويناديهم بأسمائهم ويستغيث بهم، فهذا مشرك الشرك الأكبر المخرج من الملة، فليس بمسلم فضلًا عن أن يُتخذ إمامًا لمسجد، فالواجب على المسلمين أن يتنبهوا لهذا، وأن لا يقدموا لدينهم وصلاتهم إلا سليم العقيدة، مستقيم السلوك على الكتاب والسنة، متجنبًا للبدع والفسق، حتى المسلم الفاسق لا تصح إمامته عند كثير من أهل العلم، الذي يكون فسقه فسقًا عمليًا، فكيف بالفاسد أو المبتدع الذي عنده خلل في عقيدته، هذا أشد ولا سيما إذا كان كما ذكرنا ممن يتوسلون بالأموات ويطلبون منهم الحوائج، فهذا مشرك الشرك الأكبر، لا تصح صلاته ولا صلاة من خلفه حتى يتوب إلى الله سبحانه وتعالى ويرجع إلى حظيرة التوحيد، وإخلاص العبادة لله عز وجل، نسأل الله عز وجل أن يوقظ المسلمين لمعرفة دينهم والتمسك بكتاب ربهم وسنة نبيهم، وترك ما خالف ذلك من البدع والخرافات والمحدثات التي ظنوها من الدين، واعتقدوها من الدين، وهي بعيدة كل البعد عن الدين.