للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٣١)} [يونس: ٣١] وقوله تعالى: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٨٥)} [سورة المؤمنون: ٨٤ - ٨٩]. قال العلامة محمد بن إبراهيم (١) في شرحه لكشف الشبهات: وهذا مما احتج به تعالى عليهم، حيث احتج عليهم بما أقروا به من ربوبيته، على ما جحدوه من توحيد العبادة، فإن توحيد الربوبية هو الأصل وهو الدليل على توحيد الألوهية (٢). فأنت تجد هنا أن الأشعري سلك مع المعتزلة مسلك إقرارهم وإلزامهم بالمُجْمَع عليه. على المخْتَلف فيه؛ لأن المجمع عليه يدل على المختلف فيه ولا يلزم المطابقة من كل وجه كما سبق أن بينت.


(١) هو: سماحة الإمام العلامة محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب آل الشيخ ـ رحمه الله، ولد في مدينة الرياض عام ١٣١١ هـ، تلقى العلم على يد والده الذي كان أحد علماء زمانه، وعلى يد عمه عبد الله بن عبد اللطيف، وعلى المشايخ سعد بن عتيق وحمد بن فارس. أسس ـ رحمه الله ـ الجامعة الإسلامية في المدينة، ورأس الكثير من الكليات والمعاهد، والمؤسسات الخيرية، وتولى رئاسة مجلس القضاء الأعلى والإفتاء في المملكة، من أهم آثاره: فتاواه في ثلاثة عشر مجلداً، وشرح كشف الشبهات، ورسالة تحكيم القوانين والعشرات غيرها، توفي ـ رحمه الله ـ في مدينة الرياض عام ١٣٨٩ هـ. انظر: للمزيد من ترجمته علماء نجد خلال ثمانية قرون ١/ ٢٤٢ ـ ٢٦٣ وموسوعة أسبار ٣/ ٩٥٢.
(٢) انظر كشف الشبهات ص ٣٦.

<<  <   >  >>