للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حين تطلق والمتوفى عنها زوجها من حين يتوفى.)) (١)

٣ - وعن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: ((تعتد من يوم طلقها أو مات عنها.)) (٢)

وجه الدلالة منها: جعل الصحابة -رضي الله عنهم- ابتداء العدة للمفارقة لزوجها سواء بطلاق أو بموت من حين الفراق فإن كان طلاقًا فمن يوم طلاقها وإن كان بالوفاة فمن يوم الوفاة.

ثانيا: المعقول، وذلك من وجهين:

الأول: أن المرأة لو كانت حاملًا، فوضعت غير عالمة بفرقة زوجها؛ لانقضت عدتها، وهكذا سائر أنواع العدد كما لو كان حاضر.

الثاني: أن القصد غير معتبر في العدة بدليل الصغيرة، والمجنونة تنقضي عدتهما من غير قصد، ولم يعدم ههنا إلا القصد (٣)

الرواية الثانية: إن قامت بينة ابتدت عدتها من يوم الفراق بموت أو طلاق وإن لم تقم بينة فمن يوم يأتيها الخبر.


(١) أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى»، (٧/ ٦٩٧) رقم (١٥٤٤٦)، من طريق علي بن محمد المقري، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، نا يوسف بن يعقوب، نا عمرو بن مرزوق، نا زهير عن أبي إسحاق، عن الأسود ومسروق وعَبِيدَةَ … ، علي بن محمد المقري= ذكر الذهبي -رحمه الله- ترجمته في «تاريخ الإسلام» (٩/ ٣٢٣) ولم يذكر فيه ولم يذكر فيه جرحًا وتعديلًا إلا أنه قال: روى عن الحسن بن محمد بن إسحاق ابن أخت أبي عوانة الإسفراييني،
وغيره. أكثر عنه أبو بكر البيهقي في كتبه، الحسن بن محمد الإسفراييني = قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» (قال الحاكم: كان محدث عصره، ومن أجود الناس أصولا.) (٧/ ٨٣٣)، يوسف بن يعقوب = قال الذهبي -رحمه الله- في «تاريخ الإسلام» (قال الخطيب -رحمه الله-: كان ثقة) (٦/ ١٠٦٩)، عمرو بن مرزوق = قال ابن حجر -رحمه الله- في «التقريب» (ثقة فاضل له أوهام) (ص: ٤٢٦)، زهير بن معاوية = قال ابن حجر -رحمه الله- في «التقريب» (ثقة ثبت) (ص ٢١٨) أبو إسحاق عمرو بن عبد الله = تقدم أنه ثقة، الأسود بن يزيد= قال ابن حجر -رحمه الله- في «التقريب» (مخضرم ثقة مكثر فقيه) (ص ١١١)، مسروق بن الأجدع= تقدم أنه ثقة، عَبِيدَةَ بن عمرو= قال ابن حجر -رحمه الله- في «التقريب» (تابعي كبير مخضرم فقيه ثبت) (ص ٣٧٩)
(٢) أخرجه عبد الرزاق «مصنفه» (٦/ ٣٢٧) رقم (١١٠٤٣) من طريق عن معمر، عن أيوب، عن عكرمة … ، وابن أبي شيبة في «مصنفه»، (٤/ ١٦٠) رقم (١٨٩١٦) والبيهقي في «السنن الكبرى» (٧/ ٦٩٧) رقم (١٥٤٤٧) وصححه زكريا غلام في كتابه «ما صح من اثار الصحابة» (٣/ ١٠٥٨).
(٣) انظر: «المغني» (١١/ ٣٠٨) «المبدع في شرح المقنع» (٧/ ٩٤)

<<  <   >  >>