للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثًا: الآثار:

١ - قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: ((إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئًا فهو عند الله سيئ)). (١)

وجه الدلالة: أنه من المحال أن يُخْطِئَ الحق في حكم الله، خير قلوب العباد، بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويظفر به من بعدهم. (٢)

٢ - وعنه أيضًا قال: ((ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر)). (٣)

وجه الدلالة: أنه من المحال يكون من بعد الصحابي عمر -رضي الله عنه- من المتأخرين أسعد بالصواب منه في أحكام الله تعالى. (٤)

رابعًا: المعقول:

وذلك أن قول الصحابي له حالتان: إما كونه توقيفًا فيصبح واجب الاتباع، أو الحالة الثانية: كونه اجتهادًا، ولا شك أن اجتهاده أولى من اجتهاد غيره. (٥)

ونوقش من وجهين:

الوجه الأول: أنه لا يمكن أن يكون توقيفًا، أي من كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه لو كان كذلك لظهر فيما بعد، ونُقلَ. ولأنه لو كان توقيفًا لكان واجبًا اتباع الصحابي، كوجوب اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- (٦)


(١) أخرجه الإمام أحمد في «مسنده»، (٦/ ٨٤) رقم (٣٦٠٠)، و أبو داود الطيالسي في «مسنده»، (١/ ١٩٩) رقم (٢٤٣)، والطبراني في «المعجم الكبير» (٩/ ١١٨) رقم (٨٥٨٢)، وأيضًا في «المعجم الأوسط»، (٤/ ٥٨) رقم (٣٦٠٢)، وقال الزيلعي في «نصب الراية»: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) (٤/ ١٣٣)
(٢) انظر: «إعلام الموقعين» (٥/ ٥٧٩)
(٣) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير». (٩/ ١٨٤) رقم (٨٨٢٧)، وحَسَّنه الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٩/ ٦٧)
(٤) انظر «إعلام الموقعين» (٦/ ١٢)
(٥) انظر: «العدة في أصول الفقه» (٤/ ١١٨٦)
(٦) انظر: المصدر السابق، (٤/ ١١٨٧)

<<  <   >  >>