للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه إليَّ أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم)) (١) .

وذكر أحاديث في هذا المعنى.

وقال أيضاً: ((وقال الله – عز وجل -: {بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} فذلك كله مما أمر به، ولذلك قال: ((وأقيموا الصلاة)) فالصلاة بجملتها طاعة الله، وقراءة القرآن من جملة الصلاة، فالصلاة طاعة الله، والأمر بالصلاة قرآن، وهو مكتوب في المصاحف، محفوظ في الصدور، مقروء على اللسان، والقراءة والحفظ والكتابة مخلوق، وما قرئ وحفظ وكتب ليس بمخلوق.

ومن الدليل عليه أن الناس يكتبون ((الله)) ويحفظونه، ويدعونه، فالدعاء والحفظ والكتابة من الناس مخلوق، ولا شك فيه.

والخالق الله بصفته.

ويقال له: أترى القرآن في المصحف؟ فإن قال: نعم، فقد زعم أن من صفات الله ما يرى، وهذا رد لقول الله – تعالى - {لا تُدرِكُهُ الأَبصَارُ} في الدنيا {وَهُوَ يَدرِكُ الأَبصَارَ} .

وإن قال: يرى كتابة القرآن، فقد رجع إلى الحق.

ويقال له: هل تدرك الأبصار إلا اللون؟ فإن قال: لا (٢) . قيل له: وهل يكون اللون إلا في الجسم؟ فإن قال: نعم، فقد زعم أن القرآن جسم يرى)) (٣) .

وقال أيضاً: ((قال الله – تعالى -: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن


(١) ((خلق أفعال العباد)) (ص١٢٥-١٣٨) .
(٢) أي: اعتراف بأن الأبصار لا تدرك إلا اللون.
(٣) ((خلق أفعال العباد)) (ص١١٥-١١٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>