للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من جهة أن الهداية نوع من التبليغ)) (١) يعني:

الهداية المضافة إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم – في مثل قوله تعالى: {وَإِنَكَ لَتَهدِي إِلَى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ} .

وأقول: يجوز أنه أراد: أن الهدى في القرآن، وما خالفه فهو ضلال.

وأن المتقين إذا حصل بينهم خلاف يرجعون إلى القرآن، فيحصلون على الهدى، وقد أوضح الله – تعالى – في القرآن أن أعمال العباد مخلوقة، فمن خالف ذلك ضل في هذه المسألة، كما أن هذا القرآن مما جاءنا به الرسول – صلى الله عليه وسلم – وبلغنا إياه.

ولهذا قال في ((تفسيره)) : ((بيان ودلالة)) أي: مبين للحق، ودال عليه، كما أنه مبين للباطل، ومحذر منه.

قوله: {ذَلِكَ الكِتابُ} ، يعني: هذا الكتاب الذي بين أيديكم تقرءونه، فيه الهدى لمن اتبعه واتقى، وبين أن الإشارة المستعملة للبعيد، قصد بها القريب، على خلاف المعتاد فيها.

وبين أن هذا يستعمل أحياناً، فمثل له بقوله: {ذَلِكُم حُكمُ الله ِ} أي: هذا حكم الله الذي حكم به بينكم.

ثم فسر قوله: {لاَ رَيبَ فِيهِ} بأنه: لا شك فيه، أي: في هدايته ودلالته على الحق، فمن اهتدى به فهو المهتدي، ومن جانبه وترك ما دل عليه فهو الضال.

ثم ذكر ما هو نظير ذلك في الإشارة إلى البعيد، والمراد القريب، وهو قوله تعالى: {تِلكَ أَياتُ اللهِ} قال: يعني: هذه أعلام القرآن، أي: دلائله وبيناته الدالة على الصراط المستقيم، وهي الفارقة بين الحق والباطل، ثم قال:


(١) ((الفتح)) (١٣/٥٠٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>