للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن حلف بقول المجوس أو نحوهم لم يلزمه حنث.

وإنما يذكر عن ابن مسعود، وإبراهيم، وعن النبي – صلى الله عليه وسلم – مرسلاً: ((من حلف بسورة من القرآن فعليه بكل آية منها كفارة)) فأما أصوات المخلوقين فليس فيها كفارة)) (١) .

وقال: حدثنا محمد بن بشر، حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر – رضي الله عنهما -: كان في خاتم رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((محمد رسول الله)) .

وقد كتب النبي – صلى الله عليه وسلم – كتاباً فيه: ((بسم الله الرحمن الرحيم)) وقرأه ترجمان قيصر، على قيصر وأصحابه.

ولا نشك في قراءة الكفار، وأهل الكتاب، أنها أعمالهم، وأما المقروء فهو كلام الله العزيز المنان، ليس بمخلوق، فمن حلف بأصوات قيصر، وبنداء المشركين الذين يقرون بالله، لم يكن عليه يمين دون الحلف بالله؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((لا تحلفوا بغير الله)) .

وليس لأحد أن يحلف بالخواتيم، والدراهم البيض (٢) ، وألواح الصبيان التي يكتبونها، ثم يمحونها مرة بعد مرة، وإن حلف، فلا يمين عليه؛ لقوله عز وجل: {فَلاَ تَجْعلُواْ للهِ أَندَاداً} (٣) .

وقال: ((فإن احتج محتج فقال: قد روي ((إن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه)) . قيل له: لو صح هذا الخبر لم يكن لك فيه حجة؛ لأنه قال: ((كلام الله)) ، ولم يقل: قول العباد المؤمنين والمنافقين، وأهل الكتاب، الذين يقرءون بسم الله الرحمن الرحيم، وهذا واضح بيَّن عند من كان عنده أدنى معرفة، أن القرآن غير المقروء.


(١) ((خلق أفعال العباد)) (ص١٩٦) عقائد السلف.
(٢) يعني: التي كتب عليها اسم الله أو شيء من القرآن.
(٣) ((خلق أفعال العباد)) (ص١٩٧) عقائد السلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>