للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما قلتم، {إِن كُنتُم صَادِقينَ} ، فيما ادعيتم، فلم يأتوا بها؛ خوفاً من الفضيحة)) (١)

فالتلاوة في هذه الآية هي القراءة، وهي فعل العبد وعمله، والمتلو كتاب الله وكلامه.

قوله: ((وقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((أعطي أهل التوراة التوراة)) إلى آخره، معنى ((أعطي)) هنا: أنزل عليهم، أي: أنزل الله التوراة على موسى، فعمل بها قومه، باتباعها وتلاوتها للتفهم والتعبد.

وأنزل الله الإنجيل على عيسى، فعمل به من شاء الله أن يعمل من النصارى بأن آمنوا به واتبعوه، وقرؤوه للفهم والعبادة ومثل ذلك أهل القرآن، ففي ذلك دليل على أن التلاوة من عمل العباد، وكسبهم، وأنها غير المتلو، كما تقدم إيضاح ذلك.

قوله: ((وقال أبو رزين: يتلونه حق تلاوته: يعملون به حق عمله)) .

أبو رزين هو: مسعود بن مالك الأسدي الكوفي، من كبار التابعين.

ومعنى ذلك أن التلاوة، يراد بها القراءة كما سبق، ويراد بها الاتباع والعمل.

قال الراغب: ((التلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة، تارة بالقراءة، وتارة بالارتسام لما فيها من أمر ونهي، وترغيب وترهيب وهو أخص من القراءة، فكل تلاوة قراءة، وليس كل قراءة تلاوة)) (٢) .


(١) ((تفسير الخازن)) (١/٣٨٢) .
(٢) ((المفردات)) (ص٧٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>