الوجه السادس: أن يكون الاختلاف في التقديم، والتأخير، نحو {وَجَاءَت سَكرَةُ المَوتِ بِالحَقِ} وفي موضع آخر ((وجاءت سكرة الحق بالموت)) .
الوجه السابع: أن يكون الاختلاف بالزيادة، والنقصان، نحو قوله تعالى:{وَمَا عَمِلَتهُ أَيدِيهِم} وقوله: {إِنَّ اللهَ هُوَ الغَنِيُ الحَمِيدُ} و ((إن [الله] الغني الحميد)) .
وكل هذه الحروف كلام الله – تعالى – أنزل به الروح الأمين، على رسوله – صلى الله عليه وسلم – وكان يعارضه في كل سنة، في شهر رمضان، وفي السنة التي توفي فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عارضه مرتين، فيحدث الله إليه من ذلك ما يشاء، وينسخ ما يشاء، وييسر على عباده ما يشاء، فكان من تيسيره أن أمره أن يقرئ كل قوم من العرب بلغتهم، وما جرت عليه عادتهم.
فالهذلي يقرأ ((عتى حين)) يريد {حَتَّىَ حِينٍ} ؛ لأنه هكذا ينطق بها.
والأسدي يقرأ ((تِعْملون)) و ((تِعلم)) و ((يَسْوَدُّ وجوه)) و ((ألم إعْهَدْ إليكم)) .
والتميمي يهمز، والقرشي لا يهمز، فلو أمر كل واحد أن يلتزم لغة غيره لصعب عليه مفارقة ما جرت عليه عادته، وما نشأ عليه، ولم يمكنه ذلك إلا بمشقة، وبعد رياضة طويلة.
فأراد الله رحمة منه، ولطفاً بعباده، أن يجعل لهم متسعاً في لغاتهم يناسب تيسيره عليهم في الدين.
فإن قيل: أليس هذا اختلافاً، وقد قال الله – تعالى -: {وَلَو كَانَ مِن عِندِ غَيرِ اللهِ لَوجَدُواْ فِيهِ اختِلافاً كَثِيراً} .
قيل: الاختلاف نوعان: اختلاف تضاد، وهو الذي نفاه الله – تعالى – عن