للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

((وقوله: سميعا عليما، وغفورا رحيما، وعليما حكيما، أراد به ضرب المثل للحروف التي نزل القرآن عليها، وأنها معان متفق مفهومها، مختلف مسموعها، لا يكون في شيء منها معنى، وضده، وما أشبه ذلك، وهذا كله يعضد قول من قال: إن معنى السبعة الأحرف: سبعة أوجه من الكلام المتفق معناه، المختلف لفظه، نحو: هلم، وتعال، وعجل، وأسرع، وانظر، وأخر)) (١) .

وذكر عن الزهري أنه قال: ((إنما هذه الأحرف في الأمر الواحد، ليس تختلف في حلال، ولا حرام)) (٢) .

وذكر عن أُبيّ بن كعب أنه كان يقرأ: {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَواْ فِيهِ} ((مروا فيه، سعوا فيه)) ، كل هذه الأحرف كان يقرؤها أُبيّ بن كعب، فهذا معنى الحروف المراد بهذا الحديث)) (٣) .

وروى ابن جرير أن أنس بن مالك قرأ هذه الآية: (إِنَّ نِاشِئَةَ اللَّيلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَصْوَبُ قِيلاً) فقال بعض القوم: يا أبا حمزة، إنما هي ((وَأَقْوَمُ)) فقال: أقوم، وأصوب وأهيأ، واحد)) (٤) .

وروي عن سعيد بن المسيب: أن الذي ذكر الله – تعالى ذكره – أنه قال: {إِنَّمَا يُعَلمُهُ بَشَرُ} إنما افتتن أنه كان يكتب الوحي، فكا يملي عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: سميع عليم، أو عزيز حكيم، أو غير ذلك من خواتم الآي، ثم يشتغل عنه رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وهو على الوحي، فيستفهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فيقول: أعزيز حكيم؟ أو سميع عليم؟ أو عزيز عليم؟ فيقول له رسول الله


(١) ((التمهيد)) (٨/٢٨٤) .
(٢) ((التمهيد)) (٨/٢٩١) .
(٣) المصدر نفسه.
(٤) ((تفسير ابن جرير)) (١/٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>