للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعِزَّةُ جَمِيعًا} (١) ، فمعناه: من كان يريد أن يعز، فليكتسب العزة من الله، فإنها لا تنال إلا بطاعته، ومن ثم أثبتها لرسوله وللمؤمنين، فقال -تعالى-: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ} (٢) ، وقد ترد العزة بمعنى الصعوبة، كقوله -تعالى-: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} (٣) ، وبمعنى الغلبة ومنه {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} (٤) ، وبمعنى القلة: كقولهم: شاة عزوز، إذا قل لبنها، وبمعنى الامتناع، ومنه قولهم: أرض عزاز، بفتح أوله مخففا" ا. هـ (٥) .

{الحكيم} هو الذي يضع الأشياء مواضعها التي يحسن أن توضع فيها، ولا يدخل تدبيره خلل ولا زلل، وهذا من أسمائه -تعالى- الحسنى التي كثر ذكرها، في القرآن، وما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو -تعالى- موصوف بالحكمة، وقد دل على ذلك شرعه -تعالى- وخلقه، فمن الضلال إنكار ذلك، وكفى بالمرء ضلالاً أن ينفي عن الله -تعالى- ما وصف به نفسه، ووصفه به رسله.

{سُبْحَانَ رَبِّكَ} " أصل التسبيح عند العرب: التنزيه لله عن إضافة ما ليس من صفاته إليه، والتبري من ذلك، كما قال أعشى بني ثعلبة:

أقول لما جاءني فخره سبحان من علقمة الفاخر

أي: سبحان الله من فخر علقمة، أي تنزيها لله مما أتي علقمة من الافتخار على وجه التكبر منه لذلك" (٦) .


(١) الآية ١٠ من سورة فاطر.
(٢) الآية ٨ من سورة المنافقين.
(٣) الآية ١٢٨ من سورة التوبة.
(٤) الآية ٢٣ من سورة ص.
(٥) "الفتح" (١٣/٣٦٩) وذكر أن هذا كلام الراغب، ولكن الحافظ تصرف فيه وغير وزاد ونقص، ولهذا أضفته إليه.
(٦) ابن جرير الطبري في "تفسيره" (١/٢١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>