للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} (١) وقوله: {وللهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} (٢) .

"وكان سبب حدوث هذه المسألة، أن الجهمية قالوا: إن الاسم غير المسمى، وأسماء الله غيره، وما كان غيره فهو مخلوق؛ لأن الله -تعالى- وحده هو الخالق، وما سواه مخلوق، فإذا كانت أسماؤه غيره، فهي مخلوقة. فرد عليهم السلف، واشتد

نكيرهم عليهم؛ لأن أسماء الله من كلامه، وكلام الله غير مخلوق، فهو الذي سمى نفسه بهذه الأسماء.

فكان مراد الذين يقولون: الاسم غير المسمى {من أهل السنة} هو هذا.

ولهذا روي عن الشافعي، والأصمعي، وغيرهما، أنهم قالوا: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى، فاشهد عليه بالزندقة" (٣) .

وللناس في هذه المسألة ثلاثة أقوال:

أحدها: ما ذكره ابن بطال، وإليه ذهب كثير من المنتسبين إلى السنة كأبي القاسم الطبري اللالكائي، والبغوي، وغيرهما.

قال البغوي: " والاسم هو المسمى، وعينه، وذاته، قال الله -تعالى-: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى} (٤) .

فأخبر أن اسمه يحيى، ثم نادى الاسم، فقال: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} (٥) .


(١) الآية ١١٠ من سورة الإسراء.
(٢) الآية ١٨٠ من سورة الأعراف، " عقيدة الطبري" (ص١٢) .
(٣) "مجموع الفتاوى" (٦/١٨٧) .
(٤) الآية ٧ من سورة مريم.
(٥) الآية ١٢ من سورة مريم.

<<  <  ج: ص:  >  >>