للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٨-قال: " وقال خالد بن مخلد: حدثنا سليمان، حدثني عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "من تصدق بعدل تمرة، من كسب طيب، ولا يصعد إلى الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها، كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل ".

" الصدقة: ما يخرجه الإنسان من ماله، على وجه القربة، كالزكاة، لكن الصدقة –في الأصل – تقال للمتطوع به، والزكاة للواجب، وقد يسمى الواجب صدقة إذا تحرى صاحبها الصدق في فعلها " (١) .

وسميت صدقة، من الصدق؛ لأنه تدل على صدق إيمان المتصدق غالباً.

قوله: " بعدل تمرة" بفتح العين، قال القاضي عياض: " العدل – بالفتح – المثل وما عادل الشيء، وكافأه، من غير جنسه، وبالكسر: ما عادله من جنسه وكان نظيره، وقيل: الفتح والكسر لغتان فيها، وهو قول البصريين" (٢) .

والمعنى: من تصدق بقدر تمرة، أو بقيمتها.

قوله: " من كسب طيب " أي: تصدق بمال حلال، جيد، وإن كان قليلاً.

" ولا يصعد إلى الله إلا الطيب" تقدم هذا الحديث في الزكاة بسند


(١) "المفردات " للراغب (ص٢٧٨) .
(٢) "المشارق" (٢/٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>