للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وألفوه)) (١) .

وقال الخطابي: ((الذي يجب على كل مسلم أن يعلم أن ربنا ليس بذي صورة, ولا هيئة, فإن الصورة تقتضي الكيفية, وهي عن الله وعن صفاته منفية, وقد يتأول معناها على وجهين:

أحدهما: أن تكون الصورة بمعنى الصفة, كقول القائل: صورة هذا الأمر كذا وكذا, يريد صفته, فوضع الصورة موضع الصفة.

والثاني: أن المذكور من المعبودات في أول الحديث إنما هو صور وأجسام, كالشمس والقمر, والطواغيت, ونحوها, ثم لما عطف عليها ذكر الله – سبحانه – خرج الكلام فيه على نوع من المطابقة, فقيل: يأتيهم الله في صورة كذا)) (٢) .

وهذا كثير من كلام أهل التأويل ممن يتصدى لشرح الحديث, وغيرهم ممن يتكلم في العقائد, حتى لا تكاد تجد من تكلم على هذا الحديث بالصواب.

لهذا سأجعل الكلام على هذه الجملة من الحديث في أربعة فصول:

الأول: في ذكر ما تيسر من روايات الحديث.

الثاني: في معنى الصورة في اللغة.

الثالث: في تعيين المراد من الحديث.

الرابع: في رد التأويل الباطل الذي يُؤول به الحديث, كما ذكرت أمثلة منها.


(١) تأسيس التقديس)) (ص٨٨-٨٩) .
(٢) نقلا من: ((الأسماء والصفات)) للبيهقي (ص٢٩٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>