للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلت: يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئاً، ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه، ويقول: {وَكَانَ الإِنَسَانُ أَكثَر شَيءٍ جَدَلاَ} .

علي بن أبي طالب بن هاشم بن عبد مناف: ابن عم رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، كان من السابقين إلى الإسلام، وعمره لم يجاوز العشر، وكان في بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، شهد مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سائر مشاهده مع الكفار ما عدا تبوك، خلفه ليقوم بمصالح أهله، ولما قال المنافقون: إنه استثقله لحق به، فقال له: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلاّ أنه لا نبي بعدي)) .

هلك فيه طوائف من الرافضة؛ غلوّاً فيه، بين قائل بألوهيته، وقائل بأنه وصي معصوم.

قتل سنة أربعين في رمضان، رضي الله عنه وعن سائر صحابة النبي – صلى الله عليه وسلم - (١) .

((طرقه)) : أتاه ليلاً، وكل آت ليلاً فهو طارق، وقد يطلق على من يأتي نهاراً، كما في قوله – صلى الله عليه وسلم -: ((وأعوذ بك من طوارق الليل والنهار، إلا طارقاً يطرق بخير)) (٢) ، ولهذا قال: ((طرقه وفاطمة بنت رسول الله)) وهي زوجه؛ لأنهما كانا نائمين.

((فقال لهم: ألا تصلون؟)) الخطاب لعلي وفاطمة، وقد جمع الضمير العائد إليهما في قوله لهم: ((ألا تصلون؟)) ، وهو سائغ في اللغة.


(١) انظر ((الرياض المستطابة)) (١٦٣) ، ((أسد الغابة)) (٤/٩١) ، ((الإصابة)) (٢/١٠٥) ، ((تاريخ بغداد)) (١/١٣٣) ، ((تاريخ الخلفاء)) (١٦٦) ، ((تذكرة الحفاظ)) (١/١٠) ، ((طبقات ابن سعد)) (٣/١١) .
(٢) ((مجموع الفتاوى)) (٨/٢٤٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>