للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا مجرد الوهم والقياس الفاسد، الناتج عن الأفكار المضللة.

قال البخاري – رحمه الله -: ((ويذكر عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يحب أن يكون الرجل خفيض الصوت، ويكره أن يكون رفيع الصوت، وأن الله – عز وجل – ينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب.

فليس هذا لغير الله – جل ذكره – وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق؛ لأن صوت الله – جل ذكره – يسمع من بعد كما يسمع من قرب، وأن الملائكة يصعقون من صوته، فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا. وقال – عز وجل -:

{فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً} (١) فليس لصفة الله ند، ولا مثل، ولا يوجد شيء من صفاته في المخلوقين)) (٢) .

((قال الخلال: وأخبرنا المروذي: سمعت أبا عبد الله، وقيل له: إن عبد الوهاب قد تكلم، وقال: من زعم أن الله كلم موسى بلا صوت فهو جهمي عدو الله، وعدو للإسلام: فتبسم أبو عبد الله، وقال: ما أحسن هذا، عافاه الله)) (٣) .

و ((قال الخلال في ((السُّنَّة)) : أخبرنا علي بن عيسى أن حنبلاً حدثهم، قال: إن أبا عبد الله يقول: من زعم أن الله لم يكلم موسى، فقد كفر بالله، وكذب القرآن ورد على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمره، يستتاب من هذه المقالة، فإن تاب وإلا ضربت عنقه.

قال: وسمعت أبا عبد الله قال: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكلِيماً} فأثبت الكلام لموسى كرامة منه لموسى، ثم قال يؤكد كلامه: {تَكلِيماً} .


(١) الآية ٢٢ من سورة البقرة.
(٢) ((خلق أفعال العباد)) (ص١٩٩٢) ، ((مجموع عقائد السلف)) .
(٣) ((شرح الأصفهانية)) ، رسالة دكتوراه (ص١٩٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>