للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت لأبي عبد الله: الله – عز وجل – يكلم عبده يوم القيامة؟ قال: نعم، فمن يقضي بين الخلائق إلا الله – عز وجل -؟ يكلم عبده، ويسأله.

الله متكلم لم يزل يأمر بما يشاء، ويحكم، وليس له عدل ولا مثيل، كيف شاء، وأنى شاء. أخبرنا محمد بن علي بن بحر، أن يعقوب بن بختان حدثهم، أن أبا عبد الله سئل عمن زعم أن الله لم يتكلم بصوت، فقال: بلى، تكلم بصوت، وهذه الأحاديث كما جاءت نرويها، لكل حديث وجه، يريدون أن يموهوا على الناس، من زعم أن الله لم يكلم موسى فهو كافر.

قال شيخ الإسلام: ((قلت: وهذا الصوت الذي تكلم الله به ليس هو الصوت المسموع من العبد، بل ذلك صوت العبد كما هو معلوم لعامة الناس.

وقد نص على ذلك الأئمة، أحمد وغيره، فالكلام المسموع من العبد حال تلاوته القرآن هو كلام الله، لا كلام غيره، كما قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ} (١) .

وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلا م ربي، فإن قريشاً منعوني أن أبلغ كلام ربي)) رواه أبو داود وغيره (٢) .

وقال: ((زينوا القرآن بأصواتكم)) (٣) ، وقال: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)) (٤) .


(١) الآية ٦ من سورة التوبة.
(٢) انظر ((السنن)) (٤/٣٢٤) .
(٣) انظر ((سنن أبي داود)) (٢/٩٩) ، والنسائي (٢/١٣٩) ، وابن ماجه (٢/٢٤٦) ، والدرامي (٢/٤٧٤) ، وأحمد في ((المسند)) (٤/٢٨٣، ٢٨٥) .
(٤) ((درء تعارض العقل والنقل)) (٢/٣٨-٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>