وهكذا يتلاعبون بكلام الله كلام رسوله، مما سبَّب ضلال كثير من الخلق.
والله - جل وعلا - سوف يسألهم عن ذلك، وسوف يعلمون حين يقفون بين يديه أي جناية جنوها عليه وعلى أنبيائه، وعلى شرعه، وعلى عباده.
والمراد بالسماء هنا: الجنس، أي: السماوات، ونداؤه فيهم يقول:((إن الله قد أحب فلاناً، فأحبوه)) .
((فيحبه أهل السماء)) أي: أن ملائكة السماوات بمجرد إخبار جبريل وأمره يحبونه؛ لأنهم يحبون الله ويحبون ما يحبه، ومن ثمرات ذلك: استغفارهم لهذا العبد، وموالاتهم له، وهذا في الحقيقة هو الشرف والرفعة، وبه تحصل السعادة بمشيئة الله - تعالى -.
((فيوضع له القبول في أهل الأرض)) أي: تقبله قلوبهم وتحبه؛ لأن الله - تعالى - يحبه، ومن أحبه الله - تعالى - حببه إلى عباده في السماوات والأرض.
فشهدوا له بالخير ورجوا له الفلاح؛ لما وقع في قلوبهم له.
*******
١١٣ - قال:((حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر، وصلاة الفجر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم، وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟
فيقولون: تركناهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون)) .
تقدم هذا الحديث وشرح في باب قوله تعالى:{تَعرُجُ المَلاَئِكَةُ وَالُّروحُ إِليهِ} ، والمقصود منه في هذا الباب قوله: ((فيسألهم - وهو أعلم