للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: ((وبشرها ببيت من قصب، لا صخب فيه ولا نصب)) تقدم معنى البشارة، والقصب هو قصب اللؤلؤ كما جاء مفسراً في الحديث)) .

قال الحافظ: ((عند الطبراني في ((الأوسط)) ، عن ابن أبي أوفي: ((يعني: قصب اللؤلؤ)) ، وفي ((الكبير)) من حديث أبي هريرة: ((ببيت من لؤلؤة مجوفة)) وأصله في مسلم.

وفي ((الأوسط)) من حديث فاطمة: قلت: يا رسول الله، أين أمي خديجة؟ قال: في بيت من قصب، قلت: أمن هذا القصب؟ قال: لا، من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت)) (١) .

والصخب: الصياح والمنازعة برفع الصوت. والنصب: التعب.

قال السهيلي: مناسبة نفي هاتين الصفتين: أنها أجابت النبي – صلى الله عليه وسلم – طوعاً، ولم تحوجه إلى رفع صوت ولا منازعة، ولا تعب في ذلك، بل أزالت عنه كل نصب، وآنسته من كل وحشة، وهونت عليه كل عسير، فناسب أن يكون بيتها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة لفعلها)) (٢) .

والمقصد من الحديث قوله: ((فأقرئها من ربها السلام)) إلى آخره؛ لأن الله – تعالى – خاطب جبريل بذلك حينما أرسل معه السلام إليها، والبشارة، فهذا من كلام الله المتضمن الإكرام والإفضال على زوج سيد المرسلين – صلى الله عليه وسلم – ورضي الله عنها وعن سائر أزواجه وأصحابه أجمعين، وهذا من كلام الله المتعلق بمشيئته الذي أكرم به من شاء من خلقه، وهو غير القرآن وغير خلقه، فإن الخلق لا يرسل به.

******

١٢٤ – قال: ((حدثنا معاذ بن أسد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا


(١) المصدر السابق من (١٣٨) ملخصاً.
(٢) ((الفتح)) (٧/١٣٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>