والسؤال من الله فعله – تعالى – وقوله، يسأل به الرسل، عن تبليغهم ما أمرهم بإبلاغه لعباده، وزاد ذلك إيضاحاً بقوله:
{وَالَّذي جَاءَ بِالصِدقِ} القرآن: {وَصَدَّق بِهِ} المؤمن، يقول يوم القيامة:((هذا الذي أعطيتني عملت بما فيه)) .
فبين أن القرآن – الذي فسر به الصدق – غير التصديق، بل التصديق فعل المصدق – وهو المؤمن، أو الرسول – وهو عمله الذي يثاب عليه.
ولهذا يجيب ربه إذا سأله يوم القيامة:((ماذا عملت بما علمت؟)) قائلاً: هذا الذي أعطيتني – يعني القرآن – عملت بما فيه. فتبين أن القرآن غير عمل القارئ، فتحريك اللسان، والشفتين، والصوت، ورفعه، وخفضه، هو عمل الرجل الذي يقرأ، وأما المقروء المتلفظ به، فهو القرآن كلام الله، وكلام الله غير عمل القارئ، ولهذا قال: هذا الذي أعطيتني عملت بما فيه، مجيباً ربه.
********
١٤٦ – قال:((حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، قال: سألت النبي – صلى الله عليه وسلم – أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: ((أن تجعل لله نداً، وهو خلقك)) ، قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟ قال:((أن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك)) ، قلت: ثم أي؟ قال:((ثم أن تزاني بحليلة جارك)) .
الذنوب تتفاوت في العظم، فبعضها أعظم من بعض، فيكون ما يترتب عليها من العقوبات كذلك.
وأعظم الذنوب الشرك بالله – تعالى -، قال تعالى عن لقمان: {يَا بُنَيَّ