للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشديدة، يسمونه: "طائفون" (١)] (٢).

وهكذا كان طوفان نوح عليه السلام، كما وصف في القرآن والصحف


(١) TYPHOON. وهو اسم يوناني للإله المسمى عند المصريين "ست" وكان المصري يستعين بصورته للتدليل على كلمة عاصفة. انظر ديانة مصر القديمة: ٤٥.
(٢) ما بين المعقوفين زيادة في المطبوعة من تفسير سورة الذاريات للمؤلف. وأرى من المناسب أن أنقل النص بكامله (ص ٣٣ - ٣٤):
"ولا شك أن الطوفان مصدر بمعنى الدوران، ويستعمله العرب لما يطوف من الريح الشديدة". ثم أنشد قول الراعي الآتي، ثم قال: "وهكذا تجد أسماءها في ألسنة أخر" وبعد تعديد هذه الأسماء كما هنا قال: "ومن خاصة هذه الريح شدة المطر وفوران الماء من البحر. وقد شاهدنا ذلك من طوفانٍ جاء من مشرق بحرِ الهند إلى مغربه. وحينئذٍ كنت في مدينة "كراجي" [كراتشي] فأنزل مطراً شديداً، وقذف السفن على الجبال وفعل ما فعل. ويطابق بذلك ما جاء في تصوير طوفان نوح عليه السلام في القرآن والتوراة.
قال تعالى فيِ سورة القمر:
{فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (١١) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ}.
وفي سفر التكوين ص ٧ ف ١١: "في ذلك اليوم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء" وفي سورة هود:
{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ}.
ومن ركب البحر علم أن الأمواج كالجبال لا تنشأ إلا بريح شديدة. وفي ذكر الأثر دلالة على المؤثر. وقد صرح القرآن في غير ما آية بما بين نشأة الأمواج والريح من الملازمة" الخ.
وقال المؤلف في تعليقاته على حاشية نسخته من لسان العرب (طوف):
"الظاهر أن الطوفان اسم مأخوذ من الصفة، وليس من أسماء الريح، وإلا كان مؤنثاً. بل هو من أسماء المطر الذي فيه ريح وسيل أو رعد وبرد، والقرآن نطق به في المعنيين، فإن في طوفان نوح كان شدة الريح والسيل، وفي طوفان موسى كان الرعد والبرق والبرَد، كما صرح به في التوراة".
ويبدو من دراسة تعليقاته على اللسان أن هذا النص أقدم النصوص الثلاثة التي كتبها في كلمة "الطوفان"، كما أن نص تفسير سُورة الذاريات آخرها، فإنها أتمّ وأكثر تفصيلاً وتأييداً بالشواهد. وانظر ما سلف في ص ٥٣ و ٥٥.

<<  <   >  >>